الرسوم الى الاول لان ولد الرسول المعصوم يستبعد ان يكون كافرا ولقراءة على رضى الله عنه ابنها على ان يكون الضمير لامرأته واعلة بالعين المهملة او والعة كما فى التبيان ولقوله إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي دون ان يقول منى. وذهب بعضهم وجمهور علماء الحقيقة قدس الله أسرارهم الى الثاني لقوله تعالى ابْنَهُ وقول نوح يا بُنَيَّ يقول الفقير اما قولهم ولد الرسول يستبعد ان يكون كافرا فمنقوض بابن آدم وهو قابيل والله تعالى يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي وعلى هذا تدور حكمته فى مظاهر جلاله وجماله وإذا ثبت ان والدي الرسول ووالد ابراهيم عليهما الصلاة والسلام كانوا كافرين فكيف يبعد ان يكون ولد نوح كافرا. واما قراءة على رضى الله عنه فانما أسند فيها الابن الى الام لكونها كافرة مثله عادلة عن طريقة نوح فحق ان ينسب الكافر الى الكافر لا الى المؤمن لا لانه اى عليا اعتبر قوله إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ فانه وهم. واما قوله إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي فلمواقفة قوله تعالى وَأَهْلَكَ كما لا يخفى فان قيل انه عليه السلام لما قال رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكافِرِينَ دَيَّاراً كيف ناداه مع كفره أجيب بان شفقة الابوة لعلها حملته على ذلك النداء. والذي تقدم من قوله إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ كان كالمجمل فلعله جوز ان لا يكون هو داخلا فيه كذا فى حواشى ابن الشيخ وَكانَ ابنه فِي مَعْزِلٍ مكان منقطع عن نوح وعن دينه لكونه كافرا كما فى الكواشي وقال فى الإرشاد اى فى مكان عزل فيه نفسه عن أبيه واخوته وقومه بحيث لم يتناوله الخطاب باركبوا واحتاج الى النداء المذكور وهو فى محل النصب على انه حال من ابنه والحال يأتى من المنادى لانه مفعول به. والمعزل بكسر الزاى اسم لمكان العزل وهو التنحية والابعاد يقال عزله عنه إذا أبعده [پس از فرط شفقت كفت] يا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنا بإدغام الباء فى الميم لتقاربهما فى المخرج [اى پسرك من سوار شو در كشتى با ما تا ايمن شوى] ولم يقل اركب فى الفلك لتعينها مع إغناء المعية عن ذكرها وَلا تَكُنْ مَعَ الْكافِرِينَ فتهلك مثلهم اى لا تكن معهم فى المكان وهو وجه الأرض خارج الفلك لا فى الدين وان كان ذلك مما يوجبه كما يوجب ركوبه معه كونه معه فى الايمان لانه عليه السلام بصدد التحذير عن المهلكة فلا يلائمه النهى عن الكفر كذا فى الإرشاد يقول الفقير الذي يلوح ان المعنى وكان فى معزل اى بمكان عزل فيه نفسه عن أبيه بناء على ظن ان الجبل يعصمه من الغرق يا بنى اركب معنا بان تؤمن بالله ونعوت جماله وجلاله ولا تكن مع الكافرين اى منهم لانه إذا كان معهم مصاحبا لهم فقد كان منهم وبعضهم كقوله تعالى وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ فان قلت قوله تعالى وَأُوحِيَ إِلى نُوحٍ أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ يقطع رجاء الايمان فكيف نادى نوح ابنه فى إيمانه قلت ذلك ليس بنص فى حق ابنه مثل قوله إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ مع ان من شأن الكمل انه لا يستحيل عندهم مطلوب الى ان يخبرهم الحق بأخبار مخصوص فحينئذ يصدقون ربهم ويحكمون باستحالة حصول ذلك المطلوب كحال موسى عليه السلام فى طلب الرؤية لما اخبر بتعذر ذلك تاب وآمن قالَ ابنه سَآوِي اصيرو التجئ إِلى جَبَلٍ من الجبال يَعْصِمُنِي يمنعنى بارتفاعه مِنَ الْماءِ فلا أغرق ولا أومن ولا اركب السفينة زعما منه ان ذلك