الوجود بقروضهم وانهم فى استخلاص ذممهم عن القروض بردها فهم معاونون بتلك الصدقات للخلاص من حبس الوجود وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وهم الغزاة المجاهدون فى الجهاد الأكبر وهو الجهاد مع كفار النفوس والهوى والشيطان والدنيا وَابْنِ السَّبِيلِ وهم المسافرون عن أوطان الطبيعة والبشرية السائرون الى الله على أقدام الشريعة والطريقة بسفارة الأنبياء والأولياء فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ اى هذا السير والجهاد ورد القرض والحرية عن رق الموجودات وتألف القلوب الى الله واستعمال آمال الشريعة والتمسكن والافتقار الى الله طلبا للاستغناء به امر واجب على العباد من الله وهذه الصدقات من المواهب الربانية والألطاف الالهية للطالبين الصادقين امر أوجبه الله تعالى فى ذمة كرمه لهم كما قال تعالى (ألا من طلبنى وجدنى) وَاللَّهُ عَلِيمٌ بطالبيه حَكِيمٌ فيما يعاونهم على الطلب للوجدان كما قال تعالى (من تقرب الىّ شبرا تقربت اليه ذراعا) كذا فى التأويلات النجمية فعلى السالك الفناء عن أوصاف الموجودات والحرية عن رق الكائنات وعرض الافتقار الى هذه النفحات والصدقات وَمِنْهُمُ اى من المنافقين كالجلاس بن سويد وأحزابه الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ بان يقولوا فى حقه ما يتأذى به الإنسان وَيَقُولُونَ إذا قيل لهم من قبل بعضهم لا تفعلوا هذا الفعل فانا نخاف ان يبلغه ما تقولون فتفضحوا هُوَ اى النبي عليه السلام أُذُنٌ يسمع كل ما قيل له يعنى انا نقول ما شئنا ثم نأتيه فننكر ما قلنا ونحلف فيصدقنا بما نقول انما محمد اذن سامعة اى صاحبها وانما سموه اذنا مبالغة فى وصفه باستماعه كل ما يقال وتصديقه إياه حتى صار بذلك كأنه نفس الاذن السامعة يريدون بذلك انه ليس له ذكاء ولا بعد غور بل هو سليم القلب سريع الاغترار بكل ما يسمع فيسمع كلام المبلغ اولا فيتأذى منه ثم إذا وقع الإنكار او الحلف والاعتذار يقبله ايضا صدقا كان او كذبا وانما قالوه لانه عليه السلام كان لا يواجههم بسوء ما صنعوا ويصفح عنهم حلما وكرما فظن أولئك انه عليه السلام انما يفعله لقلة فطنته وقصور شهامته قُلْ هو أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ من اضافة الموصوف الى صفته كرجل صدق والمعنى نعم انه اذن لكنه نعم الاذن فان من يسمع العذر ويقبله خير ممن لا يقبله خير ممن لا يقبله لانه انما ينشأ من الكرم وحسن الخلق سلم الله تعالى قول المنافقين فى حقه عليه السلام انه اذن الا انه اذن الا انه حمل ذلك القول على ما هو مدح له وثناء عليه وان كانوا قصدوا به المذمة يُؤْمِنُ بِاللَّهِ تفسير لكونه اذن خير لهم اى يقربه لما قام عنده من الادلة الموجبة له فيسمع جميع ما جاء من عنده ويقبله وكون ذلك خيرا للمخاطبين كما انه خير للعالمين مما لا يخفى وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ اى يسلم لهم قولهم ويصدقهم فيما أخبروا به لما علم من خلوصهم وصدقهم ولا شك ان ما اخبر به المؤمنون الخلص يكون حقا فمن استمعه وقبله يكون اذن خير. واللام مزيدة للتفرقة بين الايمان المشهور وهو ايمان الامان من الخلود فى النار الذي هو نقيض الكفر بالله فانه يعدى بالباء حملا للنقيض على النقيض فيقال آمن بالله ويؤمنون بالغيب وبين الايمان بمعنى التصديق والتسليم والقبول فانه يعدى باللام مثل وما أنت بمؤمن لنا اى بمصدق وَرَحْمَةٌ عطف على اذن خير اى وهو رحمة بطريق اطلاق المصدر على الفاعل للمبالغة لِلَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ