بولدها فانشقت عن ناقة عشراء جوفاء وبراء كما وصفوا فقال يا قوم هذِهِ ناقَةُ اللَّهِ الاضافة للتشريف والتنبيه على انها مفارقة لسائر ما يجانسها من حيث الخلقة ومن حيث الخلق لان الله تعالى خلقها من الصخرة دفعة واحدة من غير ولادة وكانت عظيمة الجثة جدا لَكُمْ آيَةً معجزة دالة على صدق نبوتى فآمن جندع به فى جماعة وامتنع الباقون وانتصاب آية على الحال من ناقة الله وعاملها ما فى اسم الاشارة من معنى الفعل اى أشير إليها آية ولكم حال من آية متقدمة عليها لكونها نكرة لو تأخرت لكانت صفة لها فلما تقدمت انتصبت حالا فَذَرُوها اى خلوها وشأنها تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ ترع نباتها وتشرب ماءها فهو من قبيل الاكتفاء نحو تقيكم الحر والمراد انه عليه السلام رفع عن القوم مؤونتها يعنى [روزىء او بر شما نيست ونفع او را شما راست] كما روى انها كانت ترعى الشجرة وتشرب الماء ثم تفرج بين رجليها فيحلبون ما شاؤا حتى تمتلئ أوانيهم فيشربون ويدخرون وهم تسعمائة اهل بيت ويقال الف وخمسمائة ثم انه عليه السلام لما خاف عليها منهم لما شاهد من إصرارهم على الكفر فان الخصم لا يحب ظهور حجة خصمه بل يسعى فى اخفائها وابطالها بأقصى ما يمكن من السعى فلهذا احتاط وقال وَلا تَمَسُّوها بِسُوءٍ [ومرسانيد بوى آزارى] فالباء للتعدية بولغ فى النهى عن التعرض لها بما يضرها حيث نهى عن المس الذي هو من مبادى الاصابة ونكر السوء ليشمل جميع انواع الأذى من ضرب وعقر وغير ذلك اى لا تضربوهما ولا تطردوها ولا تقربوها بشئ من الأذى فضلا عن عقرها وقتلها فَيَأْخُذَكُمْ عَذابٌ قَرِيبٌ اى قريب النزول وكانت تصيف بظهر الوادي فتهرب منها أنعامهم الى بطنه وتشتو ببطنه فتهرب مواشيهم الى ظهره فشق عليهم ذلك فَعَقَرُوها عقرها قدار بامرهم ورضاهم وقسموا لحمها على جميع القرية. والعقر قطع عضو يؤثر فى النفس وقدار كهمام بالدال المهملة اسم رجل وهو قدار بن سالف وتفصيل القصة سبق فى سورة الأعراف قال الكاشفى [صالح عليه السلام در ان وقت در ميان قوم نبود و چون بيامد حال با او تقريد كردند] فَقالَ لهم صالح تَمَتَّعُوا اى عيشوا فِي دارِكُمْ فى بلدكم ومنازلكم وتسمى البلاد الديار لانه يدار فيها اى يتصرف يقال ديار بكر لبلادهم وتقول العرب الذين حوالى مكة نحن من عرب الدار يريدون من عرب البلد كما فى بحر العلوم ثَلاثَةَ أَيَّامٍ الأربعاء والخميس والجمعة فانهم عقروها ليلة الأربعاء واهلكوا صبيحة يوم السبت كما فى التبيان قيل قال لهم تصبح وجوهكم غدا مصفرة وبعد غد محمرة واليوم الثالث مسودة ثم يصبحكم العذاب وكان كما قال ذلِكَ اشارة الى ما يدل عليه الأمر بالتمتع ثلاثة ايام من نزول العذاب عقيبها وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ اى غير كذب كالمجلود بمعنى الجلد الذي هو الصلابة والجلادة او غير مكذوب فيه فحذف حرف الجر فاتصل الضمير باسم المفعول بإقامته مقام المفعول به توسعا كما يقال شهدناه والأصل شهدنا فيه فاجرى الظرف مجرى المفعول وذلك لان الوعد انما يوصف بكونه غير مكذوب إذا كان من شأنه ان يكون مكذوبا وليس كذلك لان المصدوق والمكذوب من كان مخاطبا بالكلام المطابق للواقع وغير