للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يفرقه عن محبوب عقد فى قلبه البغض لله نعوذ بالله من ذلك وهذا كما ترى ان أحدا إذا أحب دنياه حبا غالبا على حب ابنه فلو قصد الابن أن يأخذها منه لأبغض الابن وأحب هلاكه خَيْراً لِأَنْفُسِكُمْ خبر لكان المقدر جوابا للاوامر اى يكن خيرا لأنفسكم او مفعول لفعل محذوف اى أتوا وافعلوا خيرا لأنفسكم واقصدوا ما هو أنفع لها وهو تأكيد للحث على امتثال هذه الأوامر وبيان لكون الأمور المذكورة خيرا لأنفسهم من الأموال والأولاد وما هم عاكفون عليه من حب الشهوات وزخارف الدنيا وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ اى ومن يقه الله ويعصمه من بخل نفسه الذي هى الرذيلة المعجونة فى طينة النفس وقد سبق بيانه فى سورة الحشر وبالفارسية وهر كه نگاه داشت از بخل نفس خود يعنى حق خدايرا إمساك نكند ودر راه وى بذل مى نمايد. وهو مجهول مجزوم الآخر بمن الشرطية من الوقاية المتعدية الى المفعولين وشح مفعول ثان له باق على النصب والاول ضمير من القائم مقام الفاعل فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ الفائزون بكل مرام وفى الحديث (كفى بالمرء من الشح أن يقول آخذ حقى لا اترك منه شيأ) وفى حديث الأصمعي أتى أعرابي قوما فقال لهم هذا فى الحق او فيما هو خير منه قالوا وما خير من الحق قال التفضل والتغافل أفضل من أخذ الحق كله كذا فى المقاصد الحسنة (روى) عن النبي عليه السلام انه كان يطوف بالبيت فاذا رجل متعلق بأستار الكعبة وهو يقول بحرمة هذا البيت الا غفرت لى وقال عليه السلام وما ذنبك صفه لى قال هو أعظم من ان أصفه لك قال ويحك ذنبك أعظم أم الأرضون قال بل ذنبى يا رسول الله قال ويحك ذنبك أعظم أم الجبال قال بل ذنبى يا رسول الله قال فذنبك أعظم أم السموات قال بل ذنبى قال فذنبك أعظم أم العرش قال بل ذنبى أعظم قال فذنبك أعظم أم الله قال بل الله أعظم وأعلى قال ويحك صف لى ذنبك قال يا رسول الله انى ذو ثروة من المال وان السائل ليأتينى ليسألنى فكأنما يستقبلنى بشعلة من النار فقال عليه السلام عنى. يعنى دور شو از من. لا تحرقنى بنارك فو الذي بعثني بالهداية والكرامة لو قمت بين الركن والمقام ثم بكيت ألفى عام حتى تجرى من دموعك الأنهار وتسقى بها الأشجار ثم مت وأنت لئيم لكبك الله فى النار اما علمت ان البخل كفر وان الكفار فى النار ويحك أما علمت ان الله يقول ومن يبخل فانما يبخل عن نفسه ومن يوق شح نفسه فأولئك المفلحون

فروماندگانرا درون شاد كن ... ز روز فرو ماندگى ياد كن

نه خواهنده بر در ديگران ... بشكرانه خواهنده از در مران

وفى الاية اشارة الى ان الانفاق على الغير علما او مالا انفاق على نفسك بالحقيقة والناس كنفس واحدة لانتفاء الغيرية فى الاحدية وان من وفق لانفاق الوجود المجازى فى الله فاز بالوجود الحقيقي من الله تعالى إِنْ تُقْرِضُوا اللَّهَ بصرف أموالكم الى المصارف التي عينها وبالفارسية اگر فرض دهيد خدايرا يعنى صرف كنيد در آنچهـ فرمايد. وذكر القرض تلطف فى الاستدعاء كما فى الكشاف قال فى اللباب القرض القطع ومنه المقراض لما

<<  <  ج: ص:  >  >>