أنفسهم ومما لا يعلمون لا يشذ شىء منها عن إيجاده واختراعه وعن ابن عباس رضى الله عنهما الأزواج الضروب والأنواع كالحلو والحامض والأبيض والأسود والذكر والأنثى وقيل كل ما سوى الله فهو زوج كفوق وتحت ويمين وشمال وقدام وخلف وماض ومستقبل وذات وصفات وأرض وسماء وبر وبحر وشمس وقمر وليل ونهار وصيف وشتاء وجنة ونار الى غير ذلك مما لا يحصى وكونها أزواجا يدل على انها ممكنة لوجود وان محدثها فرد منزه عن المقابل والمعارض وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْفُلْكِ اى السفن الجارية فى البحر وَالْأَنْعامِ اى الإبل والدواب يعنى چهارپايان ما تَرْكَبُونَ اى ما تركبونه فى البحر والبر على تغليب أحد اعتباري الفعل لقوته على الاخر فان ركب يعدى الى الانعام بنفسه يقال ركبت الدابة والى الفلك بواسطة حرف الجر يقأل ركبت فى الفلك وتقديم البيان على المبين للمحافظة على الفاصلة النونية وتقديم الفلك على الانعام لان الفلك أدل دليل على القدرة الباهرة والحكمة البالغة لِتَسْتَوُوا عَلى ظُهُورِهِ اى لتستعلوا على ظهور ما تركبونه من الفلك والانعام والظهور للانعام حقيقة لا للفلك فدل على تغليب الانعام على الفلك وإيراد لفظ ظهور بصيغة الجمع مع ان ما أضيف مفرد اليه للمعنى لان مرجع الضمير جمع فى المعنى وان كان مفردا فى اللفظ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ عليكم إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ المراد لذكر بالقلوب لانه هو الأصل وله الاعتبار فقد ورد ان الله لا ينظر الى صوركم وأعمالكم بل الى قلوبكم ونياتكم وبه يظهر وجه إيثار تذكروا على تحمدوا والمعنى ثم تذكروا نعمة ربكم بقلوبكم إذا استعليتم عليه معترفين بها مستعظمين لها ثم تحمد وعليها بألسنتكم وَتَقُولُوا متعجبين من ذلك سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنا هذا المركوب يعنى پاكست آن خداى كه رام ونرم كردانيد وزير دست ساخت براى ما اين كشتى واين حيوانرا تا بمدد ركوب بر ايشان قطع بر وبحر ميكنيم وَما كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ اى مطيقين بتذليلها يعنى ليس عندنا من القوة والطاقة ان نقرن هذه الدابة والفلك وان تضبطها فسبحان من سخر لنا هذا بقدرته وحكمته وهذا من تمام ذكر نعمته تعالى إذ بدون اعتراف المنعم عليه بالعجز عن تحصيل النعمة لا يعرف قدرها ولا حق المنعم بها قال فى القاموس اقرن للامر اطاقه وقوى عليه كاستقرن وعن لامر ضعف ضد انتهى والاقران بالفارسية طاقت چيزى داشتن وفى كشف الاسرار تقول أقرنت الرجل إذا ضبطته وساويته فى القوة وصرت له قرنا وقال غيره أصله وجده قرينه لان الصعب لا يكون قرينا للضعيف يعنى ان من وجد شيأ قرينه لم يصعب عليه وهو معنى أطاقه وَإِنَّا إِلى رَبِّنا لَمُنْقَلِبُونَ اى راجعون بالموت وبالفارسية باز كردنده كانيم در آخر بر مركبى كه جنازه كويند وآخر مركبى از مراكب دنيا آنست
هش دار وعنان كشيده رو آخر كار ... بر مركب چوبين ز جهان خواهى رفت
وفيه إيذان بان حق الراكب ان يتأمل فيما يلابسه من المسير ويتذكر منه المسافرة العظمى التي هى الانقلاب الى الله تعالى فيبنى أموره فى مسيره ذلك على تلك الملاحظة ولا يخطر بباله فى شىء مما يأتى ويذر امرا ينافيها ومن ضرورته ان يكون ركوبه لامر مشروع كالحج وصلة الرحم وطلب العلم ونحو ذلك وايضا ان الركوب