بِما كانُوا يَعْمَلُونَ بنا فيما مضى فان الله قد احسن إلينا وجمعنا بخير وامره ان لا يخبرهم بل يخفى الحال عنهم. وفيه تنبيه على ان إخفاء المرام وكتمه مما يستحب فى بعض المكان ويعين على تحصيل المقاصد ولذلك ورد فى الأثر (استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان) وايضا فى الضيافة المذكورة اشارة الى ان اطعام الطعام من سنن الأنبياء العظام كان ابراهيم عليه السلام مضيافا لا يأكل طعاما بلا ضيف وعن جابر رضى الله عنه قال كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال (ألا أحدثكم بغرف الجنة) قلنا بلى يا رسول الله بأبينا وأمنا قال (ان فى الجنة غرفا من اصناف الجواهر يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها وفيها من النعيم واللذات والسرور ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر) قال قلت لمن هذه الغرف يا رسول الله قال (لمن أفشى السلام واطعم الطعام وأدام الصيام وصلى بالليل والناس نيام) ثم ان فى قوله فَلا تَبْتَئِسْ بِما كانُوا يَعْمَلُونَ اشارة الى ان الله تعالى لا يهدى كيد الحاسدين بل النصر الإلهي والتأييد الرباني مع القوم الصالحين ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم لصاحبه فى الغار لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنا لا ترى الى ما فعل أولاد يعقوب فى حق يوسف وأخيه من الحسد والأذى فما وصلوا الى ما أملوا بل الله تعالى جمع بينهما اى الأخوين ولو بعد حين وكذا بين يعقوب ويوسف فَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهازِهِمْ الجهاز المتاع وهو كل ما ينتفع به اى كال كيلهم واعطى كل واحد منهم حمل بعير وأصلحهم بعدتهم وهى الزاد فى السفر وفى القصص قال يوسف لاخوته أتحبون سرعة الرجوع الى أبيكم قالوا نعم فامر الكيال بكيل الطعام وقال له زدهم وقر بعير ثم جهزهم بأحسن جهاز وأمرهم بالمسير- روى- ان يوسف لما تعرف الى أخيه بنيامين [از هوش برفت وبا خود آمده دست در كردن يوسف افكند وبزبان حال كفت
اين كه مى بينم به بيداريست يا رب يا بخواب ... خويشتن را در چنين راحت پس از چندين عذاب
آنكه دست در دامن زد] قائلا له فانا لا أفارقك قال يوسف قد علمت اغتمام والدي بي فاذا حبستك ازداد غمه ولا سبيل الى ذلك الا ان أشهرك بامر فظيع قال لا أبالي فافعل ما بدا لك قال أدس صاعى فى رحلك ثم أنادي عليك بانك سرقته ليتهيألى ردك بعد تسريحك معهم قال افعل فلما جهزهم بجهازهم جَعَلَ السِّقايَةَ هى مشربة بكسر الميم اى اناء يشرب منه جعلت صواعا يكال به وكانت من فضة وكان الشرب فى اناء الفضة مباحا فى الشريعة الاولى او من بلور او زمردة خضراء او ياقوتة حمراء تساوى مائتى الف دينار ويشرب يوسف منها وقال فى الكواشي كانت من ذهب مرصعة بالجواهر كال بها لاخوته إكراما لهم وقال الكاشفى [ملك از ان آب خوردى درين وقت بجهت عزت ونفاست طعام آنرا پيمانه ساخته بود] فِي رَحْلِ أَخِيهِ بنيامين ولما انفصلوا عن مصر نحو الشام أرسل يوسف من استوقفهم فوقفوا ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ اى نادى مناد من فتيان يوسف واسمه افرائيم أَيَّتُهَا الْعِيرُ [اى كاروانيان] وهى الإبل التي عليها الأحمال لانها تعير اى تذهب وتجيئ والمراد اصحاب الإبل إِنَّكُمْ لَسارِقُونَ قال بعضهم هذا الخطاب بامر يوسف