الى الجنة والتذكير لما ان المشار اليه هو المسمى من غير ان يخطر بالبال لفظ يدل عليه فضلا عن تذكيره وتأنيثه فانهما من احكام اللفظ العربي كما في قوله تعالى فلما رأى الشمس بازغة قال هذا ربى وقوله ولما رأى المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وفي التأويلات النجمية هذا اشارة الى مقعد صدق ولو كانت الاشارة الى الجنة لقال هذا لِكُلِّ أَوَّابٍ بدل من المتقين باعادة الجار أي رجاع الى الله فأولا يرجع من الشرك الى التوحيد وثانيا من المعصية الى الطاعة وثالثا من الخلق الى الحق قال ابن عمر رضى الله عنهما لا يجلس مجلسا فيقوم حتى يستغفر وفي المفردات الأواب كالتواب وهو الراجع الى الله بترك المعاصي وفعل الخيرات ومنه قيل للتوبة اوبة والفرق بين الأوب والرجوع ان الأوب ضرب من الرجوع وذلك انه لا يقال الا في الحيوان الذي له ارادة والرجوع يقال فيه وفي غيره آب اوبا وإيابا ومآبا والمأب مصدر منه واسم الزمان والمكان حَفِيظٍ حافظ لتوبته من النقض ولعهده من الرفض قال في التأويلات النجمية مقعد صدق هو في الحقيقة موعود للمتقين الموصوفين بقوله لكل أواب حفيظ وهو الراجع الى الله في جميع أحواله لا الى ما سواه حافظا لأنفاسه مع الله لا يصرفها الا في طلب الله يعنى در هر نفس از حق تعالى غافل نباشد
اگر تو پاس دارى پاس أنفاس ... بسلطانى رسانندت ازين پاس
ترا يك پند بس در هر دو عالم ... كه بر نايد ز جانت بي خدادم
وقال سهل رضى الله عنه هو الراجع الى الله تعالى بقلبه من الوسوسة الى السكون الى الله الحفيظ المحافظ على الطاعات والأوامر وقال المحاسبى الأواب الراجع بقلبه الى ربه والحفيظ الحافظ قلبه في رجوعه اليه ان لا يرجع منه الى أحد سواه وقال الوراق هو المحافظ لأوقاته وخطراته اى الخطرات القلبية والإلهامات وفي الحديث من حافظ على اربع ركعات في أول النهار كان اوابا حفيظا مَنْ هر كه وهو وما بعده بدل بعد بدل خَشِيَ الرَّحْمنَ الخشية خوف يشوبه تعظيم وفي عين المعاني انزعاج القلب عند ذكر السيئة وموجبها وقال الواسطي الخشية ارق من الخوف لان الخوف للعامة من العقوبة والخشية من نيران الله في الطبع فيها نظافة الباطن للعلماء ومن رزق الخشية لم يعدم الانابة ومن رزق الانابة لم يعدم التفويض والتسليم ومن رزق التفويض والتسليم لم يعدم الصبر على المكاره ومن رزق الصبر على المكاره لم يعدم الرضى وقال بعضهم او آئل العلم الخشية ثم الإجلال ثم التعظيم ثم الهيبة ثم الفناء وعن بعضهم الخشية من الرحمن خشية الفراق ومن الجبار والقهار خشية العقوبة بِالْغَيْبِ متعلق بمحذوف هو حال من فاعل خشى او من مفعوله او صفة لمصدره اى خشية ملتبسة بالغيب حيث خشى عقابه وهو غائب عنه او العقاب بعد غيب يعنى ناديده او را وعذاب او را او هو غائب عن الأعين لا يراه أحد يعنى نهان وآشكار اى او يكى باشد وقال بعض الكبار بالغيب اى بنور الغيب يشاهد شواهد الحق فيخشى منه والتعرض لعنوان الرحمانية للاشعار بأنهم مع خشيتهم عقابه راجعون رحمته او بأن علمهم بسعة رحمته لا يصدهم عن خشيته وانهم عاملون بموجب قوله نبئ عبادى انى أنا الغفور الرحيم وان عذاب هو العذاب الأليم وَجاءَ وبياورد