الجنة وفي كل منهما رزق للعباد كما قال تعالى ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا وَأَحْيَيْنا بِهِ اى بذلك الماء بَلْدَةً مَيْتاً تذكير ميتا باعتبار البلد والمكان اى أرضا جدبة لانماء فيها أصلا بأن جعلناها بحيث ربت وأنبتت أنواع النبات والأزهار فصارت تهتز بها بعد ما كانت جامدة هامدة (روى) ابو هريرة رضى الله عنه قال كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إذا جاءهم المطر فسالت الميازيب قال لا محل عليكم العام اى لا جدب يعنى تنكى نيست بر شما امسال كَذلِكَ الْخُرُوجُ جملة قدم فيها الخبر للقصد الى القصر وذلك اشارة الى الحياة المستفادة من الاحياء اى مثل تلك الحياة البديعة حياتكم بالبعث من القبور لا شى مخالف لها وقد روى ان الله يمطر السماء أربعين ليلة كمنى الرجال يدخل في الأرض فينبت لحومهم وعروقهم وعظا مهم ثم يحييهم ويخرجهم من تحت الأرض وفي التعبير عن إخراج النبات من الأرض بالاحياء وعن حياة الموتى بالخروج تفخيم لشأن الإنبات وتهوين لامر البعث وتحقيق للمماثلة بين إخراج النبات واحياء الموتى لتوضيح منهاج القياس وتقريبه الى إفهام الناس (قال الكاشفى) واگر كسى تأمل كند در احياى دانه مانند مرده در خاك مدفونست وظهور او بعد از خفا دور نيست كه بشمه از حيات أموات پى تواند برد
كدام دانه فروشد كه بر نيامد باز ... چرا بدانه انسانيت كمان باشد
فروشدن چوبديدى بر آمدن بنگر ... غروب شمس وقمر را چرا زيان باشد
وفي الآية اشارة الى تنزيل ماء الفيض الإلهي من سماء الأرواح فان الله ينبت به حبات القلوب وحب المحبة المحصود به محبة ما سوى الله من القلوب وشجرة التوحيد لها طلع نضيد من انواع المعارف رزقا للعباد الذين يبيتون عند ربهم يطعمهم ويسقيهم ويحيى بذلك الفيض بلدة القلب الميت من نور الله كما قال او من كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا الآية كذلك الخروج من ظلمات الوجود الى نور واجب الوجود فافهم جدا كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ اى قبل اهل مكة قَوْمُ نُوحٍ قوم نوح كه بنى شيت وبنى قابيل بودند تكذيب كردند مر نوح را وَأَصْحابُ الرَّسِّ قبل كانت الرس بئرا بعدن لامة من بقايا ثمود وكان لهم ملك عدل حسن السيرة يقال له العليس كزبير وكانت البئر تسقى المدينة كلها وباديتها وجميع ما فيها من الدواب والغنم والبقر وغير ذلك لانها كانت بكرات كثيرة منصوبة عليها جمع بكرة بالفتح وهى خشبة مستديرة في وسطها محزيستقى عليها ورجال كثيرون موكلون بها وأبازن بالزاي والنون من رخام وهى تشبه الحياص كثيرة تملأ للناس قال في القاموس الابزن مثلثة الاول حوض يغتسل فيه وقد يتخذ من نحاس معرب آب زن انتهى وآخر للدواب وآخر للبقر والغنم والهوام يستقون عليها بالليل والنهار يتداولون ولم يكن لهم ماء غيره فطال عمر الملك فلما جاءه الموت طلى بدهن لتبقى صورته ولا تتغير وكذلك كانوا يفعلون إذا مات منهم الميت وكان ممن يكرم عليهم فلما مات شق ذلك عليهم ورأوا ان أمرهم قد فسد وضبحوا جميعا بالبكاء واغتنمها الشيطان منهم فدخل في جثة الملك بعد موته بايام كثيرة فكلمهم وقال انى لم امت ولكنى قد تغيبت عنكم حتى أرى صنيعكم بعدي ففرحوا أشد الفرح وأمر لخاصته أن يضربوا حجابا بينه وبينهم ويكلمهم من ورائه كيلا يعرف الموت في صورته فنصبوه صنما