للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيه فيكون مشتقا من الأصل فان اصل الرغبة السعة فى الشيء ومنه ليلة الرغائب اى العطايا الجزيلة قال يعطى الرغائب من يشاء ويمنع والرهبة مخافة مع تحرك واضطراب وَكانُوا لَنا خاشِعِينَ عابدين فى تواضع وضراعة واكثر ما يستعمل الخشوع فيما يوجد على الجوارح ولكن شأن الأنبياء أعلى من يكون حالهم منحصرا فى الظاهر فلهم خشوع كامل فى القلب والقالب جميعا وأكل العبد خشنا واللبس خشنا وطأطأة الرأس ونحوها من غير ان يكون فى قلبه الإخلاص والخوف من الله تعالى صفة المرائى والمتصنع

ور آوازه خواهى در إقليم فاش ... برون حله كن كر درون حشو باش

بنزديك من شب رو راه زن ... به از فاسق پارسا پيرهن

چهـ قدر آورد بنده خورديش ... كه زير قبا دارد أندام پيش

والمعنى انهم نالوا من الله ما نالوا بسبب اتصافهم بهذه الخصال الحميدة فليفعل من أراد الاجابة الى مطلوبه مثل ما فعلوا وليتخلق بتلك الأخلاق وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَها المراد بها مريم بنت عمران. والحصن فى الأصل كل موضع حصين اى محكم لا يوصل الى جوفه واحصنه جعله فى حصن وحرز ثم تجوز فى كل تحرز وامرأة حصان كسحاب عفيفة او متزوجة والفرج والفرجة الشق بين الشيئين كفرجة الحائط والفرج ما بين الرجلين وكنى به عن السوءة وكثر حتى صار كالصريح فيه والفرج انكشاف الغم وفراريج الدجاج لانفراج البيض عنهاه اى اذكر خبر مريم التي حفظت سوأتها حفظا كليا من الحلال والحرام [يعنى خود را پاكيزه داشت ودست هيچكس بدامن عفت او نرسيد] وقال الامام السهيلي رحمه الله يريد فرج القميص اى لم يعلق بثوبها ريبة اى انها طاهرة الأثواب وفروج القميص اربعة الكمان والأعلى والأسفل فلا يذهب وهمك الى غير هذا فانه من لطيف الكناية انتهى فَنَفَخْنا فِيها اى أحيينا عيسى كائنا فى جوفها فقوله فيها حال من المفعول المحذوف مِنْ رُوحِنا من الروح الذي هو من أمرنا ففيه تشبيه لايراد الروح فى البدن بنفخة النافخ فى الشيء فيكون نفخنا استعارة تبعية وقال السهيلي النفخ من روح القدس بامر القدوس فاضف القدس الى القدوس ونزه المقدسة عن الظن الكاذب والحدس انتهى وقد سبقت قصة النفخ فى سورة مريم وَجَعَلْناها وَابْنَها اى حالهما آيَةً عظيمة لِلْعالَمِينَ وعلامة دالة على القدرة الكاملة لاهل زمانهما ولمن بعدهما فان من تأمل فى ظهور ولد من بتول عذراء من غير فحل تحقق كمال قدرته تعالى ولم يقل آيتين لانها قصة واحدة وهى ولادتها له من غير ذكر ولكل واحد منهما آيات مستقلة متكاثرة كما أشير الى بعض منها فى القرآن والى بعض آخر فى التفاسير وكتب القصص: وفى المثنوى

صومعه عيسيست خوان اهل دل ... هان هان اى مبتلا اين در مهل «١»

جمع كشتندى زهر أطراف خلق ... از ضرير وشل ولنك واهل دلق

پر در آن صومعه عيسى صباح ... تا بدم او شان رهاند از جناح

او چوكشتى فارغ از أوراد خويش ... چاشتكه بيرون شدى آن خوب كيش


(١) در أوائل دفتر سوم در بيان جمع آمدن اهل آفت هر صباحى بر در صومعه عيسى عليه السلام [.....]

<<  <  ج: ص:  >  >>