فاعرف وفوقه مجال للكلام لكن لما كانت الرؤية نصيب اهل الشهود لا اهل القيود كان الا وجب طى المقال إذ لا يعرف هذا بالقيل والقال (ع) نداند لذت اين باده زاهد وَأَنْتُمْ فِيها خالِدُونَ الالتفات للتشريف اى باقون دائمون لا تخرجون ولا تموتون إذ لولا البقاء والدوام لنغص العيش ونقص السرور والاشتهاء واللذة فلم يكن التنعم كاملا والخوف والحسرة زائلا بخلاف الدنيا فانها لفنائها عيشها مشوب بالكدر ونفعها مخلوط بالضرر جز حسرت وندامت وأفسوس روزكار از زندكى اگر ثمرى يافتى بگو وَتِلْكَ مبتدأ اشارة الى الجنة المذكورة الْجَنَّةُ خبره الَّتِي أُورِثْتُمُوها أعطيتموها وجعلتم ورثتها والايراث ميراث دادن بِما الباء للسببية كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ فى الدنيا من الأعمال الصالحة والمقصود أن دخول الجنة بمحض فضل الله تعالى ورحمته واقتسام الدرجات بسبب الأعمال والخلود فيها بحسب عدم السيئات شبه جزاء العمل بالميراث لان العامل يكون خليفة العمل على جزائه يعنى يذهب العمل ويبقى جزاؤه مع العامل فكان العمل كالمورث وجزاؤه كالميراث قال الكاشفى جزارا بلفظ ميراث ياد فرمود كه خالص است وباستحقاق بدست آيد وقال ابن عباس رضى الله عنهما خلق الله لكل نفس جنة ونارا فالكافر يرث نار المسلم والمسلم يرث جنة الكافر قال بعضهم قارن ثواب الجنة بالأعمال واخرج المعرفة واللقاء والمحبة والمشاهدة من العلل لانها اصطفائية خاصة ازلية يورثها من يشاء من العارفين الصديقين فالجنة مخلوقة وكذا الأعمال فاعطيت للمخلوق بسبب المخلوق وجعل الرؤية عطاء لا يوازيها شىء لَكُمْ فِيها اى فى الجنة سوى الطعام والشراب فاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ بحسب الأنواع والأصناف لا بحسب الافراط فقط والفواكه من أشهى الأشياء للناس وألذها عندهم وأوفقها لطباعهم وأبدانهم ولذلك أفردها بالذكر مِنْها تَأْكُلُونَ اى بعضها تأكلون فى نوبة لكثرتها واما الباقي فعلى الأشجار على الدوام لا ترى فيها شجرة خلت عن ثمرها لحظة فهى مزينة بالثمار ابدا موفرة بها وفى الحديث لا ينزع رجل فى الجنة ثمرة من ثمرها الا نبت مثلاها مكانها فمن تبعيضية والتقديم للتخصيص ويجوز ان تكون ابتدائية وتقدم الجار للفاصلة او للتخصيص كالاول فيكون فيه دلالة على ان كل ما يأكلون للتفكه ليس فيها تفوت إذ لا تحلل حتى يحتاج الى الغذاء ولعل تفصيل التنعم بالمطاعم والمشارب والملابس وتكريره فى القرآن وهو حقير بالاضافة الى سائر نعم الجنة لما كان بهم من الشدة والفاقة ففيه تحريك لدواعيهم وتشويق لهم والفاسق من اهل الصلاة آمن بالله وآياته واسلم فوجب ان يدخل تحت هذا الوعد والظاهر انه خارج فانه يخاف ويحزن يوم القيامة ولا محذور فى خروجه والحاصل ان الآية فى حق المؤمنين الكاملين فانهم الذين أسلموا وجوههم لله تعالى واما الناقصون فانهم وان آمنوا لكن إسلامهم لم يكن على الكمال والا لما خصوا الله بترك التقوى فقام الامتنان يأبى عن دخولهم تحت حكم الآية اللهم الا بطريق الإلحاق فان لهم نعيما بعد انقضاء مدة خوفهم وحزنهم وانتهاء زمان حبسهم وعذابهم فعلى العاقل ان يجتهد فى الظواهر والبواطن فان من اكتفى بالمطاعم والمشارب الصورية حرم من طعام المشاهدات وشراب المكاشفات ومن لم يطعم فى هذه الدار من اثمار أشجار المعارف لم