للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العظيم الباقي بالحقير الفاني (قال الكاشفى) مقتضاى ايمان آنست كه دوستى خداى تعالى غالب بود بر دوستى همه اشيا تا حدى كه اگر تمام نوال دنيا ومجموع نعم آخرت بر وى عرض كنند بنظر در هيچ كدام ننكرد

چشم دل از نعيم دو عالم به بسته ايم ... مقصود ماز دينى وعقبى تويى وبس

وفي الحديث ما طلعت الشمس الا بجنبيها ملكان يناديان ويسمعان الخلائق غير الثقلين يا ايها الناس هلموا الى ربكم ما قل وكفى خير مما كثر والهى وفي الآية اشارة الى كمل ارباب الايمان الحقيقي الشهودى يقول الله لهم لا تشغلكم رؤية أموال أعمالكم الصالحة من الصلاة والزكاة والحج والصوم ولا أولاد الأحوال التي هى نتيجة الأعمال من المشاهدات والمكاشفات والمواهب الروحانية والعطايا الربانية عن ذكر ذاته وصفاته وأسمائه وظهوره فى صورة الأعمال والأحوال ومن يفعل ذلك فانما يشغل بالخلق ويحتجب بالنعمة عن المنعم فاولئك هم الخاسرون خسروا رأس مال التجارة وما ربحوا الا الخسران وهو حجاب عن المشهود الحقيقي قال بعضهم في الآية بيان ان من لم يبلغ درجة التمكين في المعرفة لا يجوز له الدخول في الدنيا من الأهل والمال والولد فانها شواغل قلوب الذاكرين عن ذكر الله ومن كان مستقيما في المعرفة وقرب المذكور فذكره قائم بذكر الله إياه فيكون محفوظا من الخطرات المذمومة والشاغلات الحاجبة واما الضعفاء فلا يخرجون من بحر هموم الدنيا فاذا باشرت قلوبهم الحظوظ والشهوات لا يكون ذكرهم صافيا عن كدورات الخطرات وقال سهل قدس سره لا يشغلكم أموالكم ولا أولادكم عن أداء الفرائض في أول مواقيتها فان من شغله عن ذكر الله وخدمته عرض من عروض الدنيا فهو من الخاسرين وَأَنْفِقُوا مِنْ ما رَزَقْناكُمْ اى بعض ما أعطيناكم تفضلا من غير أن يكون حصوله من جهتكم ادخارا للآخرة يعنى حقوق واجب را إخراج نماييد فالمراد هو الانفاق الواجب نظرا الى ظاهر الأمر كما في الكشاف ولعل التعميم اولى وانسب بالمقام مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ بأن يشاهد دلائله ويعاين اماراته ومخايله وتقديم المفعول على الفاعل للاهتمام بما تقدم والتشويق الى ما تأخر ولم يقل من قبل ان يأتيكم الموت فتقولوا اشارة الى ان الموت يأتيهم واحدا بعد واحد حتى يحيط بالكل فَيَقُولَ عند تيقنه بحلوله رَبِّ اى آفريدگار من لَوْلا أَخَّرْتَنِي هلا أمهلتني فلولا للتحضيض وقيل لا زائدة للتأكيد ولو للتمنى بمعنى لو أخرتنى إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ اى أمد قصير وساعة اخرى قليلة وقال ابو الليث يا سيدى ردنى الى الدنيا وأبقني زمانا غير طويل وفي عين المعاني مثل ما أجلت لى فى الدنيا فَأَصَّدَّقَ تا تصدق كنم وزكاة ادا نمايم وهو بقطع الهمزة لانها للتكلم وهمزته مقطوعة وبتشديد الصاد لان أصله أتصدق من التصدق فأدغمت التاء في الصاد وبالنصب لانه مضارع منصوب بأن مضمرة بعد الفاء في جواب التمني في قوله لولا أخرتني وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ بالجزم عطفا على محل فأصدق كأنه قيل ان أخرتنى اصدق وأكن وفيه اشارة الى ان التصدق من اسباب الصلاح والطاعة كما ان تركه من اسباب

<<  <  ج: ص:  >  >>