والاشتداد فيه بأداء الفرائض والانتهاء عن القبائح كما فى تفسير القاضي قال ابن الشيخ فى حواشيه وفيه اشارة الى ان اقامة الوجه للدين كناية عن توجيه النفس بالكلية الى عبادة الله تعالى والاعراض عما سواه فان من أراد ان ينظر الى شىء نظرا بالاستقصاء فانه يقيم وجهه فى مقابلته بحيث لا يلتفت يمينا ولا شمالا فانه لو التفت الى جهة بطلت تلك المقابلة واختل النظر المراد ولذلك كنى باقامة الوجه عن صرف القوى بالكلية الى الدين انتهى قال فى الكواشي والمعنى كن مؤمنا وأخلص عملك لله
حَنِيفاً حال من الدين اى مائلا عن الأديان الباطلة مستقيما لا اعوجاج فيه بوجه ما وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اعتقادا وعملا عطف على أقم داخل تحت الأمر قال الامام من عرف مولاه لو التفت بعد ذلك الى غيره كان ذلك شركا وهذا هو الذي تسميه اصحاب القلوب بالشرك الخفي: قال المغربي
اگر بغير تو كردم نگاه در همه عمر ... بياد جرم غرامت ز ديده ام بستان
وَلا تَدْعُ عطف على قوله تعالى قُلْ يا أَيُّهَا النَّاسُ غير داخل تحت الأمر مِنْ دُونِ اللَّهِ استقلالا ولا اشتركا ما لا يَنْفَعُكَ إذا دعوته بدفع مكروه او جلب محبوب وَلا يَضُرُّكَ إذا تركته بسلب المحبوب دفعا او رفعا او بايقاع المكروه فَإِنْ فَعَلْتَ اى ما نهيت عنه من دعاء ما لا ينفع ولا يضر فَإِنَّكَ إِذاً مِنَ الظَّالِمِينَ الضارين بانفسهم فانه إذا كان ما سوى الحق معزولا عن التصرف كان اضافة التصرف الى ما سوى الحق وضعا للشئ فى غير موضعه فيكون ظلما فلا نافع ولا ضار الا الحق وكل شىء هالك الا وجهه
خيال جمله جهانرا بنور چشم يقين ... بجنب بحر حقيقت سراب مى بينم
وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ [واگر برساند خداى بتو مرضى يا شدتى يا فقرى] فَلا كاشِفَ لَهُ عنك إِلَّا هُوَ وحده وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ [واگر خواهد بتو صحت وراحت وغنا] فَلا رَادَّ فلا دافع لِفَضْلِهِ من جملة ما أرادك به من الخير كائنا من كان فيدخل فيه الأصنام. وفيه إيذان بان فيضان الخير منه تعالى بطريق التفضل من غير استحقاق عليه سبحانه ولعل ذكر الارادة مع الخير والمس مع الضر مع تلازم الامرين للايذان بان الخير مراد بالذات وان الضر انما يمس من يمسه لما يوجبه من الدواعي الخارجية لا بالقصد الاولى ولم يستثن مع الارادة كما استثنى مع المس بأن يقول الا هو لانه قد فرض ان تعلق الخير به واقع بارادة الله تعالى فصحة الاستثناء تكون بارادة ضده فى ذلك الوقت وهو محال إذ لا يتعلق الارادتان للضدين فى وقت واحد بخلاف مس الضر فان ارادة كشفه لا تستلزم المحال يُصِيبُ بِهِ [ميرساند فضل خود را] اى بفضله الشامل لما أرادك به من الخير ولغيره مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ فتعرضوا لرحمته بالطاعة ولا تيأسوا من غفرانه بالمعصية وفى التأويلات النجمية وَهُوَ الْغَفُورُ يستر بنور وجهه ظلمة وجود الصديقين الرَّحِيمُ يتقرب برحمته الى الطالبين الصادقين وهم الذين دينهم عبادة الله وطاعته ومحبته