للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

منزه عنه فهو بالنسبة الى النبي عليه السلام يقال بخع نفسه قتلها غما وفى الحديث (أتاهم اهل اليمين هم ارق قلوبا وابخع طاعة) فكأنهم فى قهرهم نفوسهم بالطاعة كالباخعين إياها واصل البخع ان يبلغ بالذبح البخاع وذلك أقصى حد الذبح وهو بالكسر عرق فى الصلب غير النخاع بالنون مثلثة فانه الخيط الذي فى جوف الفقار ينحدر من الدماغ ويتشعب منه شعب فى الجسم والمعنى اشفق على نفسك وخف ان تقتلها بالحزن بلا فائدة وهو حث على ترك التأسف وتصبير وتسل له عليه السلام قال الكاشفى [چوقريش قرآنرا ايمان نياوردند وحضرت رسالت عليه السلام بر ايمان ايشان بغايت حريص بود اين صورت بر خاطر مبارك او شاق آمد حق سبحانه وتعالى بجهت تسلى دل مقدس وى فرمود كه مكر تو يا محمد هلاك كننده وكشنده نفس خود را] أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ مفعول له بحذف المضاف اى خيفة ان لا يؤمن قريش بذلك الكتاب المبين فان الخوف والحزن لا ينفع فى ايمان من سبق حكم الله بعدم إيمانه كما ان الكتاب المبين لم ينفع فى إيمانه فلا تهتم فقد بلغت قال فى كشف الاسرار [اى سيد اين مشتى بيكانكان كه مقهور سطوت وسياست مااند ومطرود در كاه عزت ما تو دل خويش بايشان چرا مشغول دارى واز انكار ايشان بر خود چرا رنج نهى ايشانرا بحكم ما تسليم كن وبا شغل من آرام كير] وفى التأويلات النجمية يشير الى تأديب النبي عليه السلام لئلا يكون مفرطا فى الرحمة والشفقة على الامة فانه يؤدى الى الركون إليهم وان التفريط فى ذلك يؤدى الى الفظاعة وغلظ القلب بل يكون مع الله مع المقبل والمدبر

ترا مهر حق بس ز جمله جهان ... برو از نقوش سوى ساده باش

بهار وخزانرا همه در كذر ... چوسرو سهى دائم آزاده باش

ثم بين ان ايمانهم ليس مما تعلقت به مشيئة الله تعالى فقال إِنْ نَشَأْ [اگر ما خواهيم] نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ آيَةً دالة ملجئة الى الايمان كانزال الملائكة او بلية قاسرة عليه كآية من آيات القيامة فَظَلَّتْ فصارت ومالت اى فتظن أَعْناقُهُمْ اى رقابهم: وبالفارسية [پس كردد كردنهاى ايشان] لَها اى لتلك الآية خاضِعِينَ منقادين فلا يكون أحد منهم يميل عنقه الى معصية الله ولكن لم نفعل لانه لا عبرة بالايمان المبنى على القسر والإلجاء كالايمان يوم القيامة وأصله فظلوا لها خاضعين فان الخضوع صفة اصحاب الأعناق حقيقة فاقحمت الأعناق لزيادة التقرير ببيان موضع الخضوع وترك الخبر على حاله وفيه بيان ان الايمان والمعرفة موهبة خاصة خارجة عن اكتساب الخلق فى الحقيقة فاذا حصلت الموهبة نفع الانذار والتبشير والا فلا فليبك على نفسه من جبل على الشقاوة: قال الحافظ

چون حسن عاقبت نه برندى وزاهديست ... آن به كه كار خود بعنايت رها كنند

وَما يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ من موعظة من المواعظ القرآنية او من طائفة نازلة من القرآن تذكرهم كل تذكير وتنبهم أتم تنبيه كانها نفس الذكر مِنَ الرَّحْمنِ بوحيه الى نبيه دل هذا الاسم الجليل على ان إتيان الذكر من آثار رحمة الله تعالى على عباده مُحْدَثٍ مجدد انزاله لتكرير التذكير وتنويع التقرير فلا يلزم حدوث القرآن إِلَّا كانُوا عَنْهُ مُعْرِضِينَ

<<  <  ج: ص:  >  >>