القتلى فى بئر زمزم وضرب الحجر الأسود بدبوس فكسره ثم اقتلعه واخذه معه وقلع باب الكعبة ونزع كسوتها وسقفها وقسمه بين أصحابه وهدم قبة زمزم وارتحل عن مكة بعد ان اقام بها أحد عشر يوما ومعه الحجر الأسود وبقي عند القرامطة اكثر من عشرين سنة وكان الناس يضعون أيديهم محله للتبرك ودفع لهم فيه خمسون ألف دينار فأبوا حتى أعيد الى موضعه فى خلافة المطيع لامر الله وهو الرابع والعشرون من خلفاء بنى العباس بعد اشترائه منهم وجعل له طوق فضة شد به رنته ثلاثة آلاف وسبعمائة وتسعون درهما ونصف قال بعضهم تأملت الحجر وهو مقلوع فاذا السواد فى رأسه فقط وسائره ابيض وطوله قدر عظم الذراع وبعد القرامطة فى سنة ثلاث عشرة واربعمائة قام رجل من الملاحدة وضرب الحجر الأسود ثلاث ضربات بدبوس فتشقق وجه الحجر من تلك الضربات وتساقطت منه شظيات مثل الأظفار وخرج بكسره فتات أسمر يضرب الى الصفرة محببا مثل حب الخشخاش فجمع بنوا شيبة ذلك الفتات وعجنوه بالمسك واللك وحشوه فى تلك الشقوق وطلوه بطلاء من ذلك. يقول الفقير لعل الجواب عن مثل هذا ان الاستئصال وما يقرب منه مرفوع عن هذه الامة واكثر ما كان من خوارق العادات كان فى ايام الأمم السالفة وليست الكعبة بأفضل من الإنسان الكامل وقد جرت عادة الله على التسامح عن بعض من يعاديه بل يقتله وان كان اشتد غضبه عليه فهو يمهل ولا يهمل ولعتة الله على الظالمين أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ الهمزة للتقرير وضال كيده إذا جعله ضالا ضائعا ونحوه قوله تعالى وما كيد الكافرين الا فى ضلال وضل الماء فى اللبن إذا ذهب وغاب والمعنى قد جعل مكرهم وحيلتهم فى تعطيل الكعبة عن الزوار وتخريبها فى تضييع وابطال بان اهلكهم اشنع إهلاك وجزاهم بعد إهلاكهم بمثل ما قصدوا حيث خرب كنيستهم قال فى انسان العيون لما أهلك صاحب الفيل وقومه عزت قريش وهابتهم الناس كلهم وقالوا هم اهل الله لان الله معهم ومزقت الحبشة كل ممزق وخرب ما حول تلك الكنيسة التي بناها ابرهة فلم يعمرها أحد وكثرت حولها السباع والحيات ومردة الجن وكل من أراد أن يأخذ منها شيا أصابته الجن واستمرت كذلك الى زمن السفاح الذي هو أول خلفاء بنى العباس فذكر له أمرها فبعث إليها عامله الذي باليمن فخربها وأخذ خشبها المرصع بالذهب والآلات المفضضة التي تساوى قناطير من الذهب فحصل له منها مال عظيم وحينئذ عفا رسمها وانقطع خبرها واندرست آثارها وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً عطف على قوله ألم يجعل لان الهمزة فيه لانكار النفي كما سبق أَبابِيلَ صفة طيرا اى جماعات لانها كانت أفواجا فوجا بعد فوج متتابعة بعضها على اثر بعض أو من هاهنا وهاهنا جمع ابالة وهى الحزمة الكبيرة بالفارسية دسته بزرك از حطب. شبهت بها الجماعة من الطير فى تضامها وقيل أبابيل مفرد كعباديد ومعناه الفرق من الناس الذاهبون فى كل وجه وكشماطيط ومعناه القطع المتفرقة وفيه انها لو كانت مفردات لا شكل قول النحاة ان هذا الوزن من الجمع يمنع صرفه لانه لا يوجد فى المفردات تَرْمِيهِمْ بِحِجارَةٍ صفة اخرى لطيرا وقرأ