للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ان الظالم مغلوب قال على كرم الله وجهه لا ظفر مع البغي

هر كه از راه بغى خيرى جست ... ظفر از راه او عنان برتافت

ور ظفر يافت منفعت نكرفت ... پس چنانست آن ظفر كه بتافت

وَجَزاءُ سَيِّئَةٍ و پاداش كرداريد سَيِّئَةٌ مِثْلُها كرداريست مانند آن رهو بيان لوجه كون الانتصار من الخصال الحميدة مع كونه فى نفسه إسائة الى الغير بالاشارة الى ان البادي هو الذي فعله لنفسه فان الافعال مستتبعة لأجزيتها حتما ان خيرا فخير وان شرا فشر وفيه تنبيه على حرمة التعدي واطلاق السيئة على الثانية مع انها جزاء مشروع مأذون فيه وكل مأذون حسن لا سيىء لانها تسوء من نزلت به او للازدواج يعنى المشاكلة كما فى قوله تعالى فان عاقبتم وعلى هذا فالسيئة مقابل الحسنة بخلافها فى الوجه الاول والمعنى انه يجب إذا قوبلت الاساءة ان تقابل بمثلها من غير زيادة قال الحسن إذا قال لعنك الله او أخزاك الله فلك ان تقول أخزاك الله او لعنك الله وإذا شتمك فلك ان تشتمه بما شتم ما لم يكن فيه حد كلفظ الزنى او كلمة لا تصلح فلا تجرى المقابلة فى الكذب والبهتان قال فى التنوير قال لآخر يا زانى فقال له الآخر لا بل أنت الزاني حدا بخلاف ما لو قال له مثلا يا خبيث فقال أنت تكافئا ولو لم يجب بل رفع الأمر الى القاضي ليؤدبه جاز وعن بعض الفقهاء فى هذه الآية وقد قيل انه الشافعي رحمه الله ان للانسان ان يأخذ من مال من خانه مثل ما خانه من غير علمه واستشهد فى ذلك بقول النبي عليه السلام لهند زوجة ابى سفيان خذى من ماله ما يكفيك وولدك فأجاز لها أخذ ذلك بغير اذنه كذا ذكره القرطبي فى تفسيره فَمَنْ عَفا عن المسيء اليه جنايته اى ترك القصاص (وقال الكاشفى) پس هر كه عفو كند از ستمكار خود كه مسلمان باشد وترك انتقام نمايد از وى وَأَصْلَحَ بينه وبين من يعاديه بالعفو والإغضاء قال فى الحواشي السعدية الفاء للتفريع اى إذا كان الواجب فى الجزاء رعاية المماثلة من غير زيادة وهى عسرة جدا فالاولى العفو والإصلاح إذا كان قابلا للاصلاح بأن لم يصر على البغي وفى الحديث ما زاد الله عبد العفو إلا عزا فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ عدة مبهمة منبئة عن عظمة شأن الموعود وخروجه عن الحد المعهود إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ البادئين بالسيئة والمتعدين فى الانتقام وهو استئناف تعليلى متعلق بقوله وجزاء إلخ وقوله قمن عفا إلخ اعتراض يعنى انما شرعت المجازاة وشرطت المساواة لانه لا يحب الظالمين وذكر ان أبا بكر الصديق رضى الله عنه كان عند النبي صل الله عليه وسلم ورجل من المنافقين يسبه وابو بكر لم يجبه ورسول الله ساكت يتبسم فأجابه ابو بكر فقام النبي عليه السلام وذهب فقال ابو بكر يا رسول الله مادام يسبنى كنت جالسا فلما أجبته قمت فقال النبي عليه السلام ان ملكا كان يجيبه عنك فلما أجبته ذهب المك وجاء الشيطان وانا لا أكون فى مجلس يكون هناك الشيطان فنزل فمن عفا وأصلح فاجره على الله وفى الحديث إذا كان يوم القيامة نادى مناد اين العافون عن الناس هلموا الى ربكم وخذوا أجوركم وحق لكل مسلم إذا عفا ان يد خله الجنة

عفو از كناه سيرت اهل فتوتست ... بي حلم وعفو كار فتوت تمام نيست

<<  <  ج: ص:  >  >>