للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهو خلاف الواقع إذ لو كان لهم عذر لم يمنعوا واى عذر لمن اعرض عن منعمه وكفر بأياديه ونعمه وَيْلٌ كرب واندوه يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ بهذه الاخبار وبما جاء من الحق الواقع البتة هذا اليوم الذي شاهدتم أهواله وأحواله يَوْمُ الْفَصْلِ بين الحق والباطل وقال البقلى هذا يوم مفارقة النفس والشيطان عن جوار قلب العارف وانفصال كل شىء عن كل محب غير محبوبه حيث استغرق فى جوده وشهوده ووجوده جَمَعْناكُمْ يا امة محمد وَالْأَوَّلِينَ من الأمم وهذا تقرير وبيان للفصل إذ الفصل بين المحق والمبطل والرسل لا يتحقق الا بجمع الكل فلا بد من إحضارهم لا سيما عند من لا يجوز القضاء على الغائب فَإِنْ كانَ لَكُمْ كَيْدٌ حيلة تدفعون بها عنكم العذاب والظاهر أن هذا خطاب من الله للكفار فَكِيدُونِ أصله فكيدونى حذف ياء المتكلم اكتفاء بالكسرة والنون للوقاية وهو أمر من كاد يكيد كيدا وهو المكر والاحتيال والخديعة والمعنى واحتالوا لأنفسكم وتخلصوا من عذابى ان قدرتم فان جميع من كنتم تقلدونهم وتقتدون بهم حاضرون يعنى حيله با خداى پيش نرود وبمكر ودستان عذاب از خود دفع نتوانيد كرد

بمكر وحيله عذاب خداى رد نشود ... نياز بايد واخلاص وناله سحرى

توان خريد بيك آه ملك هر دو جهان ... از ان معامله غافل مشو كه حيف خورى

وهذا امر اهانة وخطاب تعجيز وتقريع لهم على كيدهم للمؤمنين فى الدنيا وتخجيل لهم بأنهم كانوا فى الدنيا يدفعون الحقوق عن أنفسهم ويبطلون حقوق الناس بضروب الحيل والمكايد والتلبيسات فخاطبهم الله حين علموا ان الحيل منقطعة والتلبيسات غير ممكنة بقوله فان كان لكم كيد فكيدون لما ذكر من التقريع والتخجيل ولاظهار عجزهم عن الكيد فان مثل هذا الكلام لا يتكلم به الا من تيقن بعجز مخاطبه عما هو بصدده وفى بعض التفاسير اى فان وجد كيد نافع لكم على ان لكم متعلق بكان او نافعالكم على انه حال من كيد وَيْلٌ غم وغصة يَوْمَئِذٍ در ان روز هولناك لِلْمُكَذِّبِينَ حيث ظهر أن لا حيلة لهم فى الخلاص من العذاب إِنَّ الْمُتَّقِينَ من الكفر والتكذيب لانهم فى مقابلة المكذبين ففيه رد على المعتزلة فِي ظِلالٍ جمع ظل كشعاب وشعب او ظلة كقباب وقبة اى فى ظلال ظليلة على الحقيقة كما يدل عليه الإطلاق يعنى لا كظل المكذبين وبالفارسية در سايهاى درختان بهشت باشند. قال بعضهم الظاهر انه اخبار عن كونهم تحت أشجار مثمرة لهم فى جنانهم. يقول الفقير الأظهر أن كونهم فى ظلال كناية عن راحتهم العظمى لان الظل للراحة وكذا قوله تعالى وندخلهم ظلا ظليلا ونحوه وانما ذكر الله الظل تشويقا للقلوب لان من البلاد ما هى حارة قليلة المباه والأشجار والظلال وَعُيُونٍ عذبة دافعة عنهم العطش وبالفارسية وبر كنار چشمهاى آب وَفَواكِهَ اى ألوان الفاكهة يعنى ودر ميان ميوها مِمَّا يَشْتَهُونَ

<<  <  ج: ص:  >  >>