الكلام مع ان الزمان واهله قد مضى وانقضت الأيام والأنام اللهم اجعلنا فيمن هديتهم الى لطائف البيان ووفقتهم لما هو الأدب فى كل أمر وشان انك أنت المنان إِذْ قالَ يُوسُفُ اى اذكر يا محمد وقت قول يوسف وهو اسم عبرى ولذا لم ينصرف للعجمة والتعريف ولو كان عربيا لا نصرف والعبرى والعبراني لغة ابراهيم عليه السلام كما ان السرياني هى اللغة التي تكلم بها آدم عليه السلام قال السيوطي السرياني منسوب الى سريانة وهى ارض الجزيرة التي كان نوح وقومه قبل الغرق فيها وكان لسانهم سريانيا الا رجلا واحدا يقال له جرهم وكان لسانه عربيا قال فى أنوار المشارق من اللطائف الاتفاقية ان الأسف فى اللغة الحزن والاسيف العبد وقد اتفق اجتماعهما فى يوسف لِأَبِيهِ يعقوب بن إسحاق بن ابراهيم قال بعض من مال الى الاشتقاق فى هذه الأسماء انما سمى يعقوب لان يعقوب وعيصا كانا توأمين فاقتتلا فى بطن أمهما حيث أراد يعقوب ان يخرج فمنعه عيص وقال لئن خرجت قبلى لاعترضن فى بطن أمي فلا قتلنها فتأخر يعقوب فخرج عيص فاخذ يعقوب بعقب عيص فخرج بعده فلهذا سمى به وسمى الآخر عيصا لما عصى وخرج قبل يعقوب وكان عيص رجلا أشعر وكان يعقوب أجرد وكان عيص أحبهما الى أبيه وكان يعقوب أحبهما الى امه وكان عيص صاحب صيد وكان يعقوب صاحب غنم فلما كبر إسحاق وعمى قال لعيص يوما يا بنى أطعمني لحم صيد واقترب منى ادع لك بدعاء دعالى به ابى هو دعاء النبوة وكان لكل نبى دعوة مستجابة واخر رسولنا صلى الله عليه وسلم دعاءه للشفاعة العظمى يوم القيامة فخرج عيص لطلب صيد فقالت امه ليعقوب يا بنى اذهب الى الغنم فاذبح منها شاة ثم اشوها والبس جلدها وقدمها الى أبيك قبل أخيك وقل له انا ابنك عيص لعله يدعو لك ما وعده لاخيك فلما جاء يعقوب بالشواء قال يا أبت كل قال من أنت قال انا ابنك عيص فمسه فقال المس مس عيص والريح ريح يعقوب يقول الفقير والأسلم ان يقال ان امه أحضرت الشواء بين يدى إسحاق وقالت ان ابنك جاءك بشواء فادع له فظن إسحاق انه عيص فاكل منه ثم دعا لمن جاء به ان يجعل الله فى ذريته الأنبياء والملوك فذهب يعقوب ولما جاءه عيص قال يا أبت قد جئتك بالصيد الذي أردت فعلم إسحاق الحال وقال يا بنى قد سبقك أخوك ولكن بقيت لك دعوة فهلم ادعو لك بها فدعا ان يكون ذريته عدد التراب فاعطى الله له نسلا كثيرا وجملة الروم من ولده روم وكان إسحاق متوطنا فى كنعان وإسماعيل مقيما فى مكة فلما بلغ إسحاق الى مائة وثمانين من العمر وحضرته الوفاة وصى سرا بان يخرج يعقوب الى خاله فى جانب الشام حذرا من ان يقتله اخوه عيص حسدا لانه اقسم بالله فى قصة الشواء ان يقتل يعقوب فانطلق الى خاله ليابن ناهز واقام عنده وكان لخاله بنتان إحداهما لايا وهى كبراهما والاخرى راحيل وهى صغراهما فخطب يعقوب الى خاله بان يزوجه إحداهما فقال له خاله هل لك مال قال لا ولكن اعمل لك فقال نعم صداقها ان تخدمنى سبع سنين فقال يعقوب أخدمك سبع سنين على ان تزوجنى راحيل قال ذلك بينى وبينك فرعى له يعقوب سبع سنين فزوجه الكبرى وهى لا يا قال له يعقوب انك خدعتنى انما أردت راحيل فقال له خاله انا لا ننكح الصغيرة قبل الكبيرة فهلم فاعمل سبع سنين