وانما حمل هؤلاء اليهود على ما فعلوا من الكتمان وغيره حب الرياسة والدنيا لانهم خافوا ان يذهب مأكلتهم من السفلة وما يغنى عنهم ذلك شيأ إذا كان مصيرهم الى النار وفي الخبر ان مؤمنا وكافرا في الزمان الاول انطلقا يصيدان السمك فجعل الكافر يذكر آلهته ويأخذ السمك حتى أخذ سمكا كثيرا وجعل المؤمن يذكر الله كثيرا فلا يجئ شىء ثم أصاب سمكة عند الغروب فاضطربت فوقعت في الماء فرجع المؤمن وليس معه شىء ورجع الكافر وقد امتلأت شبكته فاسف ملك المؤمن الموكل عليه فلما صعد الى السماء أراه الله مسكن المؤمن في الجنة فقال والله ما يضره ما أصابه بعد ان يصير الى هذا وأراه مسكن الكافر في جهنم فقال والله ما يغنى عنه ما أصابه من الدنيا بعد ان يصير الى هذا كذا في شرح الخطب
نركس اندر خواب غفلت يافت بلبل صد وصال ... خفته نابينا بود دولت به بيداران حسد
ومرتكب المعاصي لو عرف عذاب الجحيم حق المعرفة لما ارتكبها حتى ان من قوى ظنه ان في هذه الثقبة حية لا يدخل يده فيها فما ظنك في ارتكاب المعاصي بملاحظة عذاب النار واعلم ان أحبار اليهود لما لم ينتفعوا بعلمهم ضلوا فأضلوا فخذ لهم الله ولعنهم وذكر في الخالصة لن يهلك قوم بظلمهم وانما اهلكهم ظلم ولاتهم قال الشيخ الشهير بافتاده افندى قدس سره وكذا الحال فى الإرشاد فان الضلال والفساد في الطالبين من فساد مرشدهم فمادام المرشد على الصراط المستقيم يحفظ الله تعالى الطالب من الضلال فان نزول البلاء على قوم من فساد رئيسهم- وحكى- ان أمنا حواء أكلت اولا من الشجرة فلم يقع شىء فلما أكل منها أبونا آدم عليه السلام وقع الخروج من الجنة انتهى فويل لارباب الرياسة الذين ظلموا أنفسهم وتجاوز ظلمهم الى من عداهم فانهم هم الواقعون في عذاب النار نار القطيعة والهجران وجهنم البعد عن الله ورحمته اللهم احفظنا وَإِلهُكُمْ خطاب عام لكافة الناس اى المستحق منكم للعبادة إِلهٌ واحِدٌ فرد في الإلهية لا شريك له فيها ولا يصح ان يسمى غيره آلها فلا معبود الا هو وهو خبر مبتدأ وواحد صفة وهو الخبر في الحقيقة لانه محط الفائدة ألا يرى انه لو اقتصر على ما قبله لم يفد لا إِلهَ إِلَّا هُوَ تقرير للوحدانية وازاحة لان يتوهم ان في الوجود آلها ولكن لا يستحق منهما العبادة يعنى بهذا فاعرفوه ودائما فاعبدوه ولا ترجوا غيره ولا تخافوا سواه ولا تعبدوا الا إياه والاستثناء بدل من اسم لا على المحل إذ محله الرفع على الابتداء والخبر محذوف اى لا اله كائن لنا او موجود في الوجود الا الله واعلم ان الأسماء على ضربين اسم ظاهر واسم ضمير وكلمة هو اسم ضمير فكونها ضميرا لا ينافى كونها اسما وقد حقق الامام في التفسير الكبير اسمية هذه الكلمة فليراجع وعند اهل الحقيقة كلمة هو اسم بحت لان كل ما يدل على الذات الاحدية فهو اسم محض عندهم سواء كان مظهرا او مضمرا ولذا يقال عالم الهوية باللام فاعرف هذا فانه ينفعك: وفي المثنوى
از هواها كى رهى بي جام هو ... اى ز هو قانع شده با نام هو
هيچ نامى بي حقيقت ديده ... يا ز كاف ولام كل كل چيده
اسم خواندى رو مسما را بجو ... مه ببالا دان نه اندر آب جو