للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وصفهما بالخسران فلرد ما اعتقده من نفعه وربحه فى اذية رسول الله عليه السلام ورميه بالحجر وذكر فى التأويلات الماتريدية انه كان كثير الإحسان الى رسول الله عليه السلام وكان يقول ان كان الأمر لمحمد فيكون لى عنده يدوان كان لقريش فلى عندها يد فاخبر أنها خسرت يده التي كانت عند محمد عليه السلام بعناده له ويده التي عند قريش ايضا لخسران قريش وهلاكهم فى يد محمد وَتَبَّ اى وهلك كله فهو اخبار بعد اخبار والتعبير بالماضي لتحقق وقوعه وقيل المراد بالأولى هلاك جملته كقوله تعالى ولا تلقوا بايديكم الى التهلكة على ان ذكر اليد كناية عن النفس والجملة ومعنى وتب وكان ذلك وحصل ويؤيده قراءة من قرأ وقد تب فان كلمة قد لا تدخل على الدعاء وقيل كلاهما دعاء عليه بالهلاك والمراد بيان استحقاقه لان يدعى عليه بالهلاك فان حقيقة الدعاء شأن العاجز وانما كناه والتكنية تكرمة لاشتهاره بكنيته فليست للتكريم او لكراهة ذكر اسمه القبيح إذ فيه اضافة الى الصنم او للتعريض يكونه جهنميا لانه سيصلى نارا ذات لهب يعنى ان أبا لهب باعتبار معناه الإضافي يصلح ان بكون كناية عن حاله وهى كونه جهنميا لان معناه باعتبار إضافته ملابس اللهب كما ان معنى ابو الخير وأخو الحرب بذلك الاعتبار ملابس الخير والحرب واللهب الحقيقي لهب جهنم وهذا المعنى يلزمه انه جهنمى ففيه انتقال من الملزوم الى اللازم فهى كنية تفيد الذم فاندفع ما يقال هذا يخالف قولهم ولا يكنى كافر فاسق ومبتدع إلا لخوف فتنة او تعريف لان ذلك خاص بالكنية التي تفيد المدح لا الذم ولم يشتهر بها صاحبها قال فى الإتقان ليس فى القرآن من الكنى غير انى لهب ولم يذكر اسمه وهو عبد العزى اى الصنم لانه حرام شرعا انتهى وفيه ان الحرام وضع ذلك لا استعماله وفى كلام بعضهم ما يفيدان الاستعمال حرام ايضا الا ان يشهر بذلك كما فى الأوصاف المنقصة كالاعمش وكان بعد نزول هذه السورة لا يشك المؤمن انه من أهل النار بخلاف غيره ولم يقل فى هذه السورة قل تبت إلخ لئلا يكون مشافها لعمه بالشتم والتغليظ وان شتمه عمه لان للعم حرمة كحرمة الأب لانه مبعوث رحمة للعالمين وله خلق عظيم فاجاب الله عنه وقرئ ابو لهب بالواو كما قيل على بن ابو طالب ومعاوية بن ابو سفيان مع ان القياس الياء لكونه مضافا اليه كيلا يغير منه شىء فيشكل على السامع والحاصل ان الكنية بمنزلة العلم والاعلام لا تتغير فى شىء من الأحوال وكان لبعض أمراء مكة ابنان أحدهما عبد الله بالجر والآخر عبد الله بالفتح ما أَغْنى عَنْهُ مالُهُ وَما كَسَبَ اى لم يغن عنه حين حل به التبات ولم ينفعه أصلا على ان ما نافية او أي شىء اغنى عنه على انها استفهامية فى معنى الإنكار منصوبة بما بعدها على انها مفعول به او أي إغناء اغنى عنه على انها مفعول مطلق اصل ماله وما كسبه به من الأرباح والنتائج والمنافع والوجاهة والاتباع ولا أحد اكثر مالا من قارون وما دفع عنه الموت والعذاب ولا أعظم ملكا من سليمان عليه السلام وقد قيل فيه

نه بر باد رفتى سحرگاه وشام ... سرير سليمان عليه السلام

بآخر نديديكه بر باد رفت ... خنك آنكه با دانش وداد رفت

او ماله الموروث من أبيه والذي كسبه بنفسه او عمله الخبيث الذي هو كيده فى عداوة النبي

<<  <  ج: ص:  >  >>