بالشهوة. واليد بالبطش. والرجل بالمشي ودخول واحد منها في الإسلام بأن يستسلم لاوامر الحق ويجتنب واهيه بل يترك ما لا يعنيه أصلا ويقع على ما لا بد له منه. ودخول جميع اجزائه الظاهرة في شرائع الإسلام ميسر للمنافق. فاما إدخال اجزائه الباطنة فمعركة ابطال الدين ومنزلة الرجال البالغين فدخول النفس في الإسلام بخروجها عن كفر صفاتها الذميمة وترك مألوفاتها واطمئنانها بالعبودية ليستحق بها دخول مقام العباد المخصوصين به بخطابه تعالى إياها كقوله تعالى يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ الآية. ودخول القلب في الإسلام بتصفيته عن رذائل اخلاق النفس وتحليته بشمائل أخلاق الروح. ودخول الروح في الإسلام بتخلقه بأخلاق الله وتسليم الاحكام الازلية وقطع النظر والتعلق عما سوى الله بتصرف جذبات الالوهية. ودخول السر في الإسلام بفنائه في الله وبقائه بالله وَلا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ اى لا تكونوا على سيرته وصفته وهي الإباء والاستكبار فانه ضد الإسلام إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ لعداوته الغريزية لكم لاختلاف جبلته وجبلتكم وقصوره عن نور فطرتكم لكونه نارى الخلقة لا يطلب منكم الا ان تكونوا ناريين مثله لا نوريين فهو عدو في الحقيقة في صورة المحب فَإِنْ زَلَلْتُمْ اى زلت أقدامكم عن صراط الإسلام الحقيقي مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْكُمُ الْبَيِّناتُ دلائل تجليات أفعال الصفات فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ فلعزته لا يهدى اليه كل ذليل دنى الهمة قصير النظر حَكِيمٌ يهدى من يشاء الى سرادقات عزته هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمامِ الا ان يتجلى الله في ظل صفات قهرية من جملة تجليات الصفات الساترة لشمس الذات وهو ملائكة القوى السماوية وَقُضِيَ فى اللوح الْأَمْرُ امر إهلاكهم وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ بالفناء كذا في التأويلات النجمية سَلْ أمر للرسول عليه السلام بالسؤال او لكل أحد يصلح ان يخاطب بَنِي إِسْرائِيلَ يعنى هؤلاء الموجودين في عصرك من رؤساء بنى إسرائيل كَمْ آتَيْناهُمْ اى آتينا آبائهم وأسلافهم مِنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ اى معجزة ظاهرة على أيدي أنبيائهم لا يخفى على المتفكر أنها من عند الله كالعصا واليد البيضاء وإنزال المن والسلوى وغيرها او المراد آيات كتبهم الشاهدة على صحة دين الإسلام. قوله كم آتيناهم محل هذه الجملة النصب او الخفض على انها مفعول ثان للسؤال فانه يتعدى الى مفعولين الى الاول بنفسه والى الثاني بحرف الجر اما عن واما الباء نحو سألته عن كذا وبكذا قال الله تعالى فَسْئَلْ بِهِ خَبِيراً وقد يحذف حرف الجر فمن ثمة جاز في محل كم النصب والخفض بحسب التقديرين وتمييزكم من آية بينة والأحسن إذا فصل بين كم ومميزها ان يؤتى بمن وهذا السؤال سؤال تقريع وتبكيت كما يسأل الكفرة يوم القيامة وتقرير لمجيئ البينات فكم استفهامية خبرية وليس المراد حقيقة الاستفهام وَمَنْ يُبَدِّلْ التبديل تصيير الشيء على غير ما كان عليه اى يغير نِعْمَةَ اللَّهِ التي هي آياته الباهرة فانها سبب للهدى الذي هو أجل النعم وتبديلهم إياها أن الله أظهرها لتكون اسباب هداهم فجعلوها اسباب ضلالتهم فكفروا بها وتركوا الشكر عليها مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُ اى من بعد ما وصلت اليه وتمكن من معرفتها والتصريح بذلك مع ان التبديل لا يتصور قبل المجيء للاشعار بانهم قد بدلوها بعد ما وقفوا على تفاصيلها فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقابِ