وإيراد بين اشارة الى ما يقال ان النطفة تتكون من جميع اجزاء البدن ولذلك يشبه الولد والديه غالبا فيجتمع ماء الرجل فى صلبه ثم يجرى منه ويجتمع ماء المرأة فى ترائبها ثم يجرى منها وفى قوت القلوب اصل المنى هو الدم يتصاعد فى خرزات الصلب وهناك مسكنه فتنضجه الحرارة فيستحيل أبيض فاذا امتلأت منه خرزات الصلب وهو الفقار طلب الخروج من مسلكه وهو عرقان متصلان الى الفرج منهما ينزل المنى وفى اسئلة الحكم بين طريق البول وطريق المنى جلد رقيق يكاد لا يتشخص كيلا يختلط المنى بماء البول فيفسد حرارة جوهره وفى التأويلات النجمية خلق الإنسان من ماء رطوبة النفس الرحمانى الذي أشار اليه عليه السلام بقوله انى أجد نفس الرحمن من قبل اليمن دافق هذا الماء من فم فوارة المحبة المشار إليها بقوله تعالى كنت كنزا مخفيا فأحببت ان اعرف فخلقت الخلق الخارج من بين الصلب اى رجل القوة الفاعلية الالهية المسماة باليد اليمنى فى قوله ثم مسح يده اليمنى على جانب الظهر الايمن فاستخرج منه ذرية بيضاء كالفضة البيضاء والترائب وترائب امرأة القابلية المسماة باليد اليسرى فى قوله ثم مسح يده اليسرى على جانب الظهر الأيسر فاستخرج منه ذرارى حماء سوداء فهو الإنسان المخلوق على صورة ربه وخالقه من ماء الفيض والقبول المخمر بيدي الفاعلية والقابلية المشار إليهما بقوله خمرت طينة آدم بيدي أربعين صباحا إِنَّهُ الضمير للخالق فان قوله خلق يدل عليه اى ان ذلك الذي خلق الإنسان ابتداء مما ذكر عَلى رَجْعِهِ اى إعادته بعد موته لَقادِرٌ اى لبين القدرة بحيث لا يرى له عجز أصلا وتقديم الجار والمجرور على عامله وهو لقادر للاهتمام به من حيث ان الكلام فيه بخصوصه فهو لا ينافى قادريته على غيره قال بعضهم خلقه لاظهار قدرته ثم رزقه لاظهار الكرم ثم يميته لاظهار الجبروت ثم يحييه لاظهار الثواب والعقاب يَوْمَ تُبْلَى السَّرائِرُ ظرف لرجعه ولا يضر الفصل بالجنبى للتوسع فى الظروف والسرائر جمع سريرة بمعنى السر وهى التي تكتم وتخفى اى يتعرف ويتصفح ما اسر فى القلوب من العقائد والنيات وغيرها وما أخفى من الأعمال ويميز بين ما طاب منها وما خبث وبالفارسية روزى كه آشكارا كرده شود نهانها يعنى ظاهر كند مخفيات ضمائر واعمال تا طيب آن از خبيث متميز كردد.
كر پرده ز روى كار ما بردارند ... آن كيست كه رسواى دو عالم نشود
والإبلاء هو الابتلاء والاختبار واطلاق الإبلاء على الكشف والتمييز من قبيل اطلاق اسم السبب على المسبب لان الاختبار يكون للتعريف والتمييز وابتلاء الله عباده بالأمر والنهى يكون لكشف ما علم منهم فى الأزل وقال بعضهم المراد بالسرائر الفرائض كالصوم والصلاة والزكاة والغسل من الجنابة فانها سر بين العبد وبين ربه ولو شاء العبد أن يقول فعلت ذلك ولم يفعله امكنه وانما تظهر صحة تلك السرائر يوم القيامة قال ابن عمر رضى الله عنهما يبدى الله يوم القيامة كل سر فيكون زينا فى وجوه وشينا فى وجوه يعنى من أدى الأمانات كان وجهه مشرقا ومن ضيعها كان وجهه اغبر فَما لَهُ اى للانسان وما نافية مِنْ قُوَّةٍ