ولذلك قال عليه السلام (ان الشيطان ليجرى من ابن آدم مجرى الدم فضيقوا مجاريه بالجوع)
جوع باشد غداى اهل صفا ... محنت وابتلاى اهل هوا
جوع تنوير خانه دل تست ... أكل تعمير خانه كل تست
خانه دل كذاشتى بى نور ... خانه كل چهـ ميكنى معمور
وفى الحديث (ان فى الجنة لغرفا مبنية فى الهواء لا علاقة من فوقها ولا عماد لها من تحتها لا يأتيها أهلها الا شبه الطير لا ينالها الا اهل البلاء) اى الصابرون منهم وفى التأويلات النجمية (أُوْلئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ) من مقام العندية فى مقعد صدق عند مليك مقتدر (بِما صَبَرُوا) فى البداية على أداء الأوامر وترك النواهي وفى الوسط على تبديل الأخلاق الذميمة بالأخلاق الحميدة وفى النهاية على إفناء الوجود الإنساني فى الوجود الرباني انتهى والصبر ترك الشكوى من ألم البلوى لغير الله لا الى الله قال بعض الكبار من ادب العارف بالله تعالى إذا أصابه ألم ان يرجع الى الله تعالى بالشكوى رجوع أيوب عليه السلام أدبا مع الله وإظهارا للعجز حتى لا يقاوم القهر الإلهي كما يفعله اهل الجهل بالله ويظنون انهم اهل تسليم وتفويض وعدم اعتراف فجمعوا بين جهالتين وَيُلَقَّوْنَ فِيها اى فى الغرفة من جهة الملائكة تَحِيَّةً [التلقية: چيزى پيش كسى را آوردن] يعدى الى المفعول الثاني بالباء وبنفسه كما فى تاج المصادر يقال لقيته كذا وبكذا إذا استقبلته به كما فى المفردات. والمعنى يستقبلون فيها بالتحية وَسَلاماً اى وبالسلام تحييهم الملائكة ويدعون لهم بطول الحياة والسلامة من الآفات فان التحية هى الدعاء بالتعمير والسلام هو الدعاء بالسلامة قال فى المفردات التحية ان يقال حياك الله اى جعل لك حياة وذلك اخبار ثم يجعل دعاء ويقال حيى فلان فلانا تحية إذا قال له ذلك واصل التحية من الحياة ثم جعل كل دعاء تحية لكون جميعه غير خارج عن حصول حياة او سبب حياة اما لدنيا واما لآخرة ومنه التحيات لله والسلام والسلامة التعري عن الآفات الظاهرة والباطنة وليست السلامة الحقيقية الا فى الجنة لان فيها بقاء بلا فناء وغنى بلا فقر وعزا بلا ذلك وصحة بلا سقم قال بعضهم الفرق ان السلام سلامة العارفين فى الوصال عن الفرقة والتحية روح تجلى حياة الحق الأزلي على أرواحهم وأشباحهم فيحيون حياة ابدية وقال بعضهم ويلقون فيها تحية يحيون بها بحياة الله وسلاما يسلمون به من الاستهلاك الكلى كما استحفظ ابراهيم عليه السلام من آفة البرد بالسلام بقوله تعالى (كُونِي بَرْداً وَسَلاماً عَلى إِبْراهِيمَ)
سلامت من دلخسته در سلام تو باشد ... زهى سعادت اگر دولت سلام تو يابم
خالِدِينَ فِيها حال من فاعل يجزون اى حال كونهم لا يموتون ولا يخرجون من الغرفة حَسُنَتْ الغرفة مُسْتَقَرًّا وَمُقاماً من جهة كونها موضع قرار واقامة وهو مقابل ساءت مستقرا معنى ومثله أعرابا فعلى العاقل ان يتهيأ لمثل هذه الغرفة العالية الحسنة بما سبق من الأعمال الفاضلة المستحسنة ولا يقع فى مجرد الأماني والآمال فان الامنية كالموت بلا إشكال
وبقدر الكدّ والتعب تكتسب المعالي ... ومن طلب العلى جد فى الأيام والليالى