قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهارَ سَرْمَداً متصلا لا ليل له إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ بإسكانها فى وسط السماء او تحريكها فوق الأرض مَنْ إِلهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ استراحة من متابعة الاسفار ولعل تجريد الضياء عن ذكر منافعه مثل تتصرفون فيه ونحوه لكونه مقصودا بذاته ظاهر الاستتباع لما نيط به من المنافع ولا كذلك الليل أَفَلا تُبْصِرُونَ هذه المنفعة الظاهرة التي لا تخفى على من له بصر وختم الآية به بناء على النهار فانه مبصر لا على الليل وقال بعضهم وقرن بسكون الليل البصر لان غيرك يبصر من منفعة الظلام ما لا تبصر أنت من السكون اعلم ان فلك الشمس يدور فى بعض المواضع رحويا لا غروب للشمس فيه فنهاره سرمدى فلا يعيش الحيوان فيه ولا ينبت النبات فيه من قوة حرارة الشمس فيه وكذلك يدور فلك الشمس فى بعض المواضع بعكس هذا تحت الأرض ليس للشمس فيه طلوع فليله سرمدى فلا يعيش الحيوان ايضا فيه ولا ينبت النبات ثمة فلهذا المعنى قال تعالى وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ [واز بخشايش خود بيافريد براى شما شب وروز را] لِتَسْكُنُوا فِيهِ اى فى الليل وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ اى فى النهار بانواع المكاسب وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ولكى تشكروا نعمته تعالى على ما فعل
چرخ را دور شبانروزى دهد ... شب برو روز آورد روزى دهد
خلوت شب بهر آن تا جان ريش ... راز دل كويد بر جانان خويش
روزها از بهر غوغاى عوام ... تا بدايشان كارتن كيرد نظام
قال امام الحرمين وغيره من الفضلاء لا خلاف ان الشمس تغرب عند قوم وتطلع عند قوم آخرين والليل يطول عند قوم ويقصر عند آخرين وعند خط الاستواء يكون الليل والنهار مستويا ابدا وسئل الشيخ ابو حامد عن بلاد بلغار كيف يصلون لان الشمس لا تغرب عندهم الا مقدار ما بين المغرب والعشاء ثم تطلع فقال يعتبر صومهم وصلاتهم بأقرب البلاد إليهم والأصح عند اكثر الفقهاء انهم يقدرون الليل والنهار ويعتبرون بحسب الساعات كما قال عليه الصلاة والسلام (يوم كسنة ويوم كشهر ويوم كجمعة) فيقدر الصيام والصلاة فى زمنه كذا ورد عن سيد البشر قال فى القاموس بلغر كقرطق والعامة تقول بلغار مدينة الصقالبة ضاربة فى الشمال شديدة البرد انتهى والفجر يطلع فى تلك الديار قبل غيبوبة الشفق فى اقصر ليالى السنة فلا يجب على أهاليها العشاء والوتر لعدم سبب الوجوب وهو الوقت لانه كما انه شرط لاداء الصلاة فهو سبب لوجوبها فلا تجب بدونه على ما تقرر فى الأصول وكذلك لا تجبان على اهالى بلدة يطلع فيها الفجر لما تغرب الشمس فيسقط عنهم ما لا يجدون وقته كما ان رجلا إذا قطع يداه مع المرفقين او رجلاه مع الكعبين ففرائض وضوئه ثلاث لفوات محل الرابع كذا فى الفقه والاشارة فى الآية الى نهار التجلي وليل ستر البشرية فلو دام نهار التجلي لم يقدر المتجلى له على تحمل سطواته فستره الله تعالى بظل البشرية ليستريح من تعب السطوات واليه الاشارة بقوله عليه السلام لعائشة رضى الله عنها (كليمنى يا حميراء) وليس هذا الستر من قبيل الحجاب فان الستر يكون عقيب التجلي وهو حجاب الرحمة والمنحة لا حجاب