وعن اردشير لا سلطان الا برجال ولا رجال الا بمال ولا مال الا بعمارة ولا عمارة الا بعدل وحسن سياسية قيل السياسة أساس الرياسة وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ يا محمد وصيغة المضارع فى الشرط مع تحقق التكذيب لما ان المقصود تسليته عليه السلام عما يترتب على التكذيب من الحزن المتوقع اى وان تحزن على تكذيب قومك إياك فاعلم انك لست باوحدى فى ذلك فَقَدْ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قبل تكذيبهم قَوْمُ نُوحٍ اى نوحا وَعادٌ اى هودا وَثَمُودُ اى صالحا وَقَوْمُ إِبْراهِيمَ اى ابراهيم وَقَوْمُ لُوطٍ اى لوطا وَأَصْحابُ مَدْيَنَ اى شعيبا ومدين كان ابنا لابراهيم عليه السلام ثم صار علما لقرية شعيب وَكُذِّبَ مُوسى كذبه القبط وأصروا الى وقت الهلاك واما بنوا إسرائيل فانهم وان قالوا لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة ونحوه فما استمروا على العناد بل كلما تجدد لهم المعجزة جددوا الايمان هكذا ينبغى ان يفهم هذا المقال وغير النظم بذكر المفعول وبناء الفعل له للايذان بان تكذيبهم له كان فى غاية الشناعة لكون آياته فى كمال الوضوح فَأَمْلَيْتُ لِلْكافِرِينَ أمهلتهم الى أجلهم المسمى ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ اى أخذت كل فريق من فرق المكذبين بعد انقضاء مدة إملائه وامهاله بعذاب الطوفان والريح الصرصر والصيحة وجند البعوض والخسف والحجارة وعذاب يوم الظلة والغرق فى بحر القلزم قال الراغب الاخذ وضع الشيء وتحصيله وذلك تارة بالتناول نحو معاذ الله ان نأخذ إلا من وجدنا متاعنا عنده وتارة بالقهر ومنه الآية فَكَيْفَ كانَ نَكِيرِ اى إنكاري عليهم بتغيير النعمة محنة والحياة هلاكا والعمارة خرابا اى فكان ذلك فى غاية الهول والفظاعة. فمعنى الاستفهام التقرير ومحصول الآية قد أعطيت هؤلاء الأنبياء ما وعدتهم من النصرة فاستراحوا فاصبر أنت الى هلاك من يعاديك فتستريح ففى هذا تسلية للنبى عليه السلام فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ قال المولى الجامى فى شرح الكافية من الكناية كاين وانما بنى لان كاف التشبيه دخلت على أي وأي كان فى الأصل معربا لكنه انمحى عن الجزءين معناهما الافرادى فصار المجموع كاسم مفرد بمعنى كم الخبرية فصار كأنه اسم مبنى على السكون آخره نون ساكنة كما فى من لا تنوين تمكن ولهذا يكتب بعد الياء نون مع ان التنوين لا صورة له فى الخط انتهى. والمعنى فكثير من القرى: وبالفارسية [پس بسيار ديه وشهر] وهو مبتدأ وقوله أَهْلَكْناها خبره وَهِيَ ظالِمَةٌ جملة حالية من قوله أهلكناها والمراد ظلم أهلها بالكفر والمعاصي وهو بيان لعدله وتقدسه عن الظلم حيث اخبر بانه لم يهلكهم الا إذا استحقوا الإهلاك بظلمهم فَهِيَ خاوِيَةٌ عطف على أهلكناها والمراد بضمير القرية حيطانها والخواء بمعنى السقوط من خوى النجم إذا سقط