للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بحدوث العالم كله ولم نعلم اوله والحق تعالى متفرد بأوائل الكائنات بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ بلكه ايشان در شك اند اى مما ذكر من شؤونه تعالى غير موقنين فى إقرارهم بأنه تعالى رب السموات والأرض وما بينهما يَلْعَبُونَ لا يقولون ما يقولون عن جد وإذعان بل مخلوطا بهزؤ ولعب وهو خبر آخر وفى كشف الاسرار در كمان خويش بازي ميكنند فالظرف متلق بالفعل او بل هم حال كونهم فى شك مستقر فى قلوبهم يلعبون كما فى قوله فهم فى ريبهم يترددون وفيه أشار الى ان من استولت عليه الغفلة اداه ذلك الى الشك ومن لزم الشك كان بعيدا من عين الصواب قال بعضهم وصف اهل الشك والنفاق باللعب وذلك لترددهم وتحيرهم فى امر الدين واشتغالهم بالدنيا واغترارهم بزينتها قال اويس القرني رضى الله عنه أف لهذه القلوب قد خالطها الشك فما تنفعها العظة وعن الشيخ فتح الموصلي قدس سره قال رأيت فى البادية غلاما لم يبلغ الحنث يمشى ويحرك شفتيه فسلمت عليه فرد الجواب فقلت له الى اين يا غلام فقال الى بيت الله الحرام قلت فيما ذا تحرك شفتيك قال بالقرءان قلت فانه لم يجر عليك قلم التكليف قال رأيت الموت يأخذ من هو أصغر منى سنا فقلت خطوك قصير وطريقك بعيد فقال انما على نقل الخطى وعلى الله الإبلاغ فقلت فأين الزاد والراحلة فقال زادى يقينى وراحلتى رجلاى

سدره توفيق بود كرد علايق ... خواهى كه بمنزل برسى راحله بگذار

قلت اسألك عن الخبز والماء قال يا عماه أرأيت لو أن مخلوقا دعاك الى منزله أكان يجمل بك ان يحمل معك زادك فقلت لا قال ان سيدى دعا عباده الى بيته وأذن لهم فى زيارته فحملهم ضعف يقينهم على حمل زادهم وانى استقبحت ذلك فحفظت الأدب معه أفتراه يضيعنى فقلت كلا وحاشى ثم غاب عن عينى فلم أره الا بمكة فلما رآنى قال يا شيخ أنت بعد على ذلك الضعف فى اليقين

سيراب كن ز بحر يقين جان تشنه را ... زين بيش خشك لب منشين بر سراب ريب

فَارْتَقِبْ الارتقاب چشم داشتن يعنى منتظر شدن والمعنى فانتظر يا محمد لكفار مكة على ان اللام للتعليل وبالفارسية پس تو منتظر باش براى ايشان يَوْمَ تَأْتِي السَّماءُ بِدُخانٍ مُبِينٍ ظاهر لا شك فيه ويوم مفعول ارتقب والباء للتعدية يعنى آن روز كه آسمان دودى آرد آشكارا ويجوز أن يكون ظرفاله والمفعول محذوف اى ارتقب وعد الله فى ذلك اليوم أطلق الدخان على شدة القحط وغلبة الجوع على سبيل الكناية او المجاز المرسل والمعنى فانتظر لهم يوم شدة ومجاعة فان الجائع يرى بينه وبين السماء كهيئة الدخان اما لضعف بصره او لأن فى عام القحط يظلم الهولء لقلة الأمطار وكثرة الغبار ولذا يقال لسنة القحط السنة الغبراه كما قالوا عام الرمادة والظاهر ان السنة الغبراء ما لا تنبت الأرض فيها شيأ وكانت الريح إذا هبت ألقت ترابا كالرماد او لان العرب تسمى الشر الغالب دخانا واسناد الإتيان الى السماء لان ذلك يكفها عن الأمطار فهو من قبيل اسناد الشيء الى سببه وذلك ان قريشا لما بالغوا فى الاذية له عليه السلام دعا عليهم فقال اللهم اشدد وطأتك على مضر أي عقابك الشديد يعنى خذهم أخذا شديدا واجعلها عليهم سنينا كسنى يوسف وهى السبع الشداد فاستجاب الله دعاءه فاصابتهم سنة اى قحط حتى أكلوا الجيف والجلود والعظام

<<  <  ج: ص:  >  >>