النبي عليه السلام ولا المعجزة وقد آمن به ثُمَّ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ اى عبدوه واتخذوه الها مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُمُ الْبَيِّناتُ اى المعجزات التي أظهرت لفرعون من العصا واليد البيضاء وفلق البحر ونحوها لا التوراة لانها لم تنزل عليهم بعد وهذه هى الجناية الثانية التي اقترفها ايضا اوائلهم فَعَفَوْنا عَنْ ذلِكَ اى تجاوزنا عنهم بعد توبتهم مع عظم جنايتهم وجريمتهم ولم نستأصلهم وكانوا أحقاء به. قيل هذا استدعاء لهم الى التوبة كأنه قيل ان أولئك الذين أجرموا تابوا فعفونا عنهم فتوبوا أنتم ايضا حتى نعفو عنكم. ودلت الآية على سعة رحمة الله ومغفرته وتمام نعمته ومنته وانه لا جريمة تضيق عنها مغفرة الله وفى هذا منع من القنوط وَآتَيْنا مُوسى سُلْطاناً مُبِيناً اى تسلطا واستيلاء ظاهرا عليهم حيث أمرهم بان يقتلوا أنفسهم توبة عن معصيتهم فاختبأوا بأفنيتهم والسيوف تتساقط عليهم فياله من سلطان مبين وَرَفَعْنا فَوْقَهُمُ الطُّورَ بِمِيثاقِهِمْ الباء سببية متعلقة بالرفع. والمعنى لاجل ان يعطوا الميثاق لقبول الدين- روى- ان موسى عليه السلام لما جاءهم بالتوراة فرأوا ما فيها من التكاليف الشاقة كبرت عليهم فابوا قبولها فامر جبرائيل عليه السلام بقلع الطور فظلله عليهم حتى قبلوا فرفع عنهم وَقُلْنا لَهُمُ على لسان موسى والطور مشرف عليهم ادْخُلُوا الْبابَ اى باب القرية وهى أريحا على ما روى من انهم دخلوا أريحا فى زمن موسى عليه السلام او باب القبة التي كانوا يصلون إليها فانهم لم يدخلو بيت المقدس فى حياة موسى سُجَّداً اى متطامنين منحنين شكرا على إخراجهم من التيه فدخلوها زحفا وبدلوا ما قيل لهم وَقُلْنا لَهُمُ على لسان داود لا تَعْدُوا اى لا تظلموا باصطياد الحيتان يقال عدا يعدو عدوا واعداء وعدوانا اى ظلم وجاوز الحد والأصل لا تعدووا بواوين الاولى لام الكلمة والثانية ضمير الفاعل صار بالاعلال على وزن لا تفعوا فِي يوم السَّبْتِ وكان يوم السبت يوم عبادتهم فاعتدى فيه أناس منهم فاشتغلوا بالصيد وَأَخَذْنا مِنْهُمْ على الامتثال بما كلفوه مِيثاقاً غَلِيظاً اى عهدا مؤكدا غاية التأكيد وهو قولهم سمعنا واطعنا قيل انهم اعطوا الميثاق على انهم ان هموا بالرجوع عن الدين فالله تعالى يعذبهم بأى انواع العذاب أراد فَبِما ما مزيدة للتأكيد نَقْضِهِمْ مِيثاقَهُمْ اى فبسبب نقضهم ميثاقهم ذلك فعلنا بهم ما فعلنا من اللعن والمسخ وغيرهما من العقوبات النازلة عليهم او على أعقابهم فالباء متعلقة بفعل محذوف وَكُفْرِهِمْ بِآياتِ اللَّهِ اى بالقرآن او بما فى كتابهم عندهم وَقَتْلِهِمُ الْأَنْبِياءَ بِغَيْرِ حَقٍّ كذكريا ويحيى عليهما السلام وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنا غُلْفٌ جمع اغلف اى هى مغشاة بأغشية جبلية لا يكاد يصل إليها ما جاء به محمد عليه الصلاة والسلام ولا تفقه ما يقوله او هو تخفيف غلف بضم الغين واللام جمع غلاف اى هى اوعية للعلوم فنحن مستغنون بما عندنا عن غيره بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْها بِكُفْرِهِمْ كلام معترض بين المعطوفين جيىء به على وجه الاستطراد مسارعة على زعمهم الفاسد اى ليس كفرهم وعدم وصول الحق الى قلوبهم لكونها غلفا بحسب الجبلة بل الأمر بالعكس حيث ختم الله عليها بسبب كفرهم وليست قلوبهم كما زعموا بل هى مطبوع عليها بسبب كفرهم فَلا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا منهم كعبد الله بن سلام واضرابه