فى نقض ولا إبرام وقال بعض المشايخ القوى من القوة وهى وسط ما بين حال باطن الحول وظاهر القدرة لان أول ما يوجد في الباطن من منة العمل يسمى خولا ثم يحس به في الأعضاء مثلا يسمى قوة وظهور العمل بصورة البطش والتناول يسمى قدرة ولذلك كان في كلمة لا حول ولا قوة الا بالله وهو تمثيل للتقريب الى الفهم والا فالله تعالى منزه عن صفات المخلوقين ومن عرف انه القوى رجع بحوله وقوته في كل شيء الى حوله وقوته والتقريب بهذا الاسم تعلقا من حيث إسقاط التدبير وترك منازعة المقادير ونفى الدعوى ورؤية المنة له تعالى ونفى خوف الخلق وهموم الدنيا وتخلقا أن يكون قويا في ذات الله حتى لا يخاف فيه لومة لاثم ولا يضعف عن أمره بحال وخاصية هذا الاسم ظهور القوة في الوجود فما تلاه ذوهمة ضعيفة إلا وجد القوة ولا ذو جسم ضعيف الا كان له ذلك ولو ذكره مظلوم بقصد إهلاك الظالم الف مرة كان له ذلك وكفى أمره والمتين هو الذي له كمال القوة بحيث لا يعارض ولا يشارك ولا يدانى ولا يقبل الضعف في قوته ولا يمانع في امره بل هو الغالب الذي لا يغالب ولا يغلب ولا يحتاج في قوته لمادة ولا سبب ومن عرف عظمة قوته ومتانتها لم يخف من شيء ولم يقف بهمته على شيء دونه استنادا اليه واعتمادا عليه وخاصية هذا الاسم ظهور القوة لذاكره مع اسمه القوى ولو ذكر على شابة فاجرة عشر مرات وكذلك الشاب لتابا فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا اى ظلموا أنفسهم بتعريضها للعذات الخالد بتكذيب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم او وضعوا مكان التصديق تكذيبا وهم اهل مكة ذَنُوباً اى نصيبا وافرا من العذاب مِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحابِهِمْ مثل أنصباء نظرائهم من الأمم المحكية وهو مأخوذ من مقاسمة السقاة الماء بالذنوب وهو الدلو العظيم المملوء قال لنا ذنوب ولكم ذنوب فان أبيتم فلنا القليب قال في المفردات الذنوب الدلو الذي ذنب واستعير للنصيب كما استعير السجل وهو الدلو العظيم وفي القاموس الذنوب الفرس الوافر الذنب ومن الأيام الطويل الشر والدلو او فيها ماء او الملأى او دون الملأى والحظ والنصيب والجمع اذنبة وذنائب وذناب انتهى فَلا يَسْتَعْجِلُونِ أصله يستعجلونى بياء المتكلم اى لا يطلبوا منى ان اعجل في المجيء به لان له أجلا معلوما فهو نازل بهم في وقته المحتوم يقال استعجله اى حثه على العجلة وامره بها ويقال استعجله اى طلب وقوعه بالعجلة ومنه قوله تعالى أتى امر الله فلا تستعجلوه وهو جواب لقولهم متى هذا الوعد ان كنتم صادقين وكان النضر بن الحارث يستعجل بالعذاب فأمهل الى بدر ثم قتل في ذلك اليوم وصار الى النار فعذب اولا بالقتل ثم بالنار فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا پس واى مر آنان را كه كافر شدند والويل أشد من العذاب والشقاء والهم ويقال واد في جهنم وضع الموصول موضع ضميرهم تسجيلا عليهم بما في حيز الصلة من الكفر واشعارا بعلة الحكم والفاء لترتيب ثبوت الويل لهم على ان لهم عذابا عظيما كما ان الفاء الاولى لترتيب النهى عن الاستعجال على ذلك مِنْ يَوْمِهِمُ الَّذِي يُوعَدُونَ من للتعليل اى يوعدونه من يوم بدر وقيل يوم القيامة وهو الأنسب لما فى صدر السورة الآتية والاول هو الأوفق لما قبله من حيث انهما من العذاب الدنيوي وأيا