وموصله الى أنبيائه وسمى روحا لكونه سببا لحياة قلوب المكلفين بنور المعرفة والطاعة حيث ان الوحى الذي فيه الحياة من موت الجهالة يجرى على يده ويدل عليه قوله تعالى (يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وفى كشف الاسرار سمى جبريل روحا لان جسمه روح لطيف روحانى وكذا الملائكة روحانيون خلقوا من الروح وهو الهواء يقول الفقير لا شك ان للملائكة أجساما لطيفة وللطافة نشأتهم غلب عليهم حكم الروح فسموا أرواحا ولجبريل مزيد اختصاص بهذا المعنى إذ هو من سائر الملائكة كالرسول عليه السلام من افراد أمته واعلم ان القرآن كلام الله وصفته القائمة به فكساه الألفاظ بالحروف العربية ونزله على جبريل وجعله أمينا عليه لئلا يتصرف فى حقائقه ثم نزل به جبريل كما هو على قلب محمد عليه السلام كما قال عَلى قَلْبِكَ اى تلاه عليك يا محمد حتى وعيته بقلبك فخص القلب بالذكر لانه محل الوعى والتثبيت ومعدن الوحى والإلهام وليس شىء فى وجود الإنسان يليق بالخطاب والفيض غيره وهو عليه السلام مختص بهذه الرتبة العلية والكرامة السنية من بين سائر الأنبياء فان كتبهم منزلة فى الألواح والصحائف جملة واحدة على صورتهم لا على قلوبهم كما فى التأويلات النجمية قال فى كشف الاسرار الوحى إذا نزل بالمصطفى عليه السلام نزل بقلبه اولا لشدة تعطشه الى الوحى ولاستغراقه به ثم انصرف من قلبه الى فهمه وسمعه وهذا تنزل من العلو الى السفل وهو رتبة الخواص فاما العوام فانهم يسمعون اولا فيتنزل الوحى على سمعهم اولا ثم على فهمهم ثم على قلبهم وهذا ترق من السفل الى العلو وهو شان المريدين واهل السلوك فشتان ما بينهما [جبرائيل چو پيغام كزاردى كاه كاه بصورت ملك بودى وكاه كاه بصورت بشرا كروحى و پيغام بيان احكام شرع بودى وذكر حلال وحرام بودى بصورت بشر آمدى كه (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ) وذكر قلب در ميان نبودى باز چون وحي پاك حديث عشق ومحبت بودى واسرار ورموز عارفان جبريل بصورت ملك آمدى روحانى ولطيف تا بدل رسول پيوستى واطلاع اغيار بر آن نبودى حق تعالى چنين فرمود] (نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلى قَلْبِكَ) ثم إذا انقطع ذاك كان يقول فينفصم عنى وقد وعيته وفى الفتاوى الزينية سئل عن السيد جبريل كم نزل على النبي عليه السلام أجاب نزل عليه اربعة وعشرين الف مرة على المشهور انتهى وفى مشكاة الأنوار نزل عليه سبعة وعشرين الف مرة وعلى سائر الأنبياء لم ينزل اكثر من ثلاثة آلاف مرة لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ المخوفين مما يؤدى الى عذاب من فعل او ترك وهو متعلق بنزل به مبين لحكمة الانزال والمصلحة منه وهذا من جنس ما يذكر فيه أحد طرفى الشيء ويحذف الطرف الآخر لدلالة المذكور على المحذوف وذلك انه أنزله ليكون من المبشرين والمنذرين يقول الفقير الانذار اصل وقدم لانه من باب التخلية بالخاء المعجمة فاكتفى بذكره فى بعض المواضع من القرآن بِلِسانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ متعلق ايضا بنزل وتأخيره للاغتناء بامر الانذار واللسان بمعنى اللغة لانه آلة التلفظ بها اى نزل به بلسان عربى ظاهر المعنى واضح المدلول لئلا يبقى لهم عذر ما اى لا يقولوا ما نصنع بما لا نفهمه فالآية صريحة فى ان القرآن انما انزل عليه عربيا لا كما زعمت الباطنية من انه تعالى أنزله على قلبه غير