فاكفه امر آخرته فلما مات يحيى رآه بعض أصحابه في النوم فقال ما صنع الله بك قال غفر لى بدعاء سفيان: قال الصائب
تيره روزان جهانرا بچراغى درياب ... تا پس از مرگ ترا شمع مزارى باشد
جعلنا الله وإياكم من العالمين بمقتضى كتابه ومدلول خطابه وَإِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي وجه اتصال هذه الآية بما قبلها ان الله تعالى لما أمرهم بصوم الشهر ومراعاة العدة وحثهم على القيام بوظائف التكثير والشكر عقبه بهذه الآية الدالة على انه تعالى خبير بأحوالهم مطلع على ذكرهم وشكرهم سميع بأقوالهم مجيب لدعائهم مجازيهم على أعمالهم تأكيدا له وحثا عليه وسبب النزول ما روى ان أعرابيا قال لرسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم أقريب ربنا فنناجيه أم بعيد فنناديه فقال تعالى ايماء الى سرعة اجابة الدعاء منهم إذا سألك عبادى عنى فَإِنِّي قَرِيبٌ اى فقل لهم انى قريب بالعلم والإحاطة فهو تمثيل لكمال علمه بافعال العباد وأقوالهم واطلاعه على أحوالهم بحال من قرب مكانه منهم فيكون لفظ قريب استعارة تبعية تمثيلية وانما لم يحمل على القرب الحقيقي وهو القرب المكاني لانه ممتنع في حقه تعالى لانه لو كان في مكان لما كان قريبا من الكل فان من كان قريبا من حملة العرش يكون بعيدا من اهل الأرض ومن كان قريبا من اهل المشرق يكون بعيدا من اهل المغرب وبالعكس قال ابو موسى الأشعري لما توجه رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم الى خيبر اشرف الناس على واد فرفعوا أصواتهم بالتكبير لا اله الا الله والله اكبر فقال صلى الله عليه وسلم (اربعوا على أنفسكم انكم لا تدعون أصم ولا غائبا انكم تدعون سميعا قريبا وهو معكم) وهذا باعتبار المشارب والمقامات واللائق بحال اهل الغفلات الجهر لقلع الخواطر كما ان المناسب لاهل الحضور الخفاء: قال السعدي
دوست نزديكتر از من بمنست ... وين عجبتر كه من از وى دورم
أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ تقرير للقرب المجازى المراد في هذا المقام وهو الحالة الشبيهة بالقرب المكاني وقد تقرر ان اثبات ما يلائم المستعار منه للمستعار له يرشح الاستعارة ويقررها وايضا وعد للداعى بالاجابة فان قلت انا نرى الداعي يبالغ في الدعوات والتضرع فلا يجاب قلت ان هذه الآية مطلقة والمطلق محمول على المقيد وهو قوله تعالى بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ ما تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شاءَ فالمعنى أجيب دعوة الداع إذا دعانى ان شئت او إذا وافق القضاء او إذا لم يسأل محالا او كانت الاجابة خيرا له والاجابة إعطاء ما سئل والله تعالى يقابل مسألة السائل بالاسعاف ودعاء الداعي بالاجابة وضرورة المضطرين بالكفاية فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي اى فليجيبوا إذا دعوتهم للايمان والطاعة كما أجيبهم إذا دعونى لمهماتهم واستجابه واستجاب له واجابه واحد قطع مسألته بتبليغة مراده وأصله من الجوب والقطع وَلْيُؤْمِنُوا بِي امر بالثبات على ما هم عليه قال ابن الشيخ الاستجابة عبارة عن الانقياد والاستسلام والايمان عبارة عن صفة القلب وتقديمها على الايمان يدل على ان العبد لا يصل الى نور الايمان وقوته الا بتقديم الطاعات والعبادات، ومعنى الفاء فيه انه تعالى قال انا أجيب دعاءك مع انى غنى عنك مطلقا فكن أنت ايضا مجيبا لدعائى مع انك محتاج الى من كل الوجوه فما أعظم