للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والله تعالى متعال عن الأجسام كلها وعن مشابهتها فلما تعذرت وجب الحمل على التجوز عن معنى معقول هو القدرة وبه نفسر قوله عليه السلام (ان الله خمر طينة آدم بيده) اى بقدرته الباهرة فان العضو المركب منها محال على الله ليس كمثله شىء لانه يلزم تركبه وتحيزه وذلك امارة الحدوث المنافى للازلية والقدم وكذلك الإصبعان فى قوله عليه السلام (ان قلب المؤمن بين إصبعين من أصابع الرحمن) فان اهل الحق على ان الإصبعين وكذا اليدان فى قوله (لِما خَلَقْتُ بِيَدَيَّ) مجازان عن القدرة فانه شائع اى خلقت بقدرة كاملة ولم يرد بقدرتين مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ مما ذكر ومما يذكر اى ملكه التام فان الملكوت الملك والتاء للمبالغة قال الراغب الملكوت مختص بملك الله تعالى وفى التأويلات النجمية يشير الى ان لكل شىء ملكوتا وهو روحه من عالم الملكوت الذي هو قائم به يسبح الله تعالى به كقوله (وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ) وروح ذلك بيد الله انتهى يقول الفقير وهو الموافق لما قبل الآية فانه تعالى لما بين انه يهب كل جسم وجرم بين ان بيده روح ذلك الجسم والجرم وَهُوَ يُجِيرُ اى يغيث غيره إذا شاء وَلا يُجارُ عَلَيْهِ اى ولا يغاث أحد عليه اى لا يمنع أحد منه بالنصر عليه وتعديته بعلى لتضمين معنى النصرة وفى التأويلات النجمية وهو يجير الأشياء من الهلاك بالقيومية ولا يجار عليه اى لا مانع له ممن أراد هلاكه إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ذلك فاجيبونى سَيَقُولُونَ لِلَّهِ اى لله ملكوت كل شىء وهو الذي يجير ولا يجار عليه قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ اى فمن اين تخدعون وتصرفون عن الرشد مع علمكم به مع ما أنتم عليه من الغى فان من لا يكون مسحورا مختلا عقله لا يكون كذلك والخادع هو الشيطان والهوى

اى كه پى نفس وهوى ميروى ... ره اينست خطا ميروى «١»

راه روان ز ان ره ديكر روند ... پس تو بدين راه چرا ميروى

منزل مقصود از ان جا نبست ... پس تو ازين سو بكجا ميروى

بَلْ أَتَيْناهُمْ بِالْحَقِّ من التوحيد والوعد بالبعث وَإِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ فيما قالوا من الشرك وانكار البعث بين انهم أصروا على جحودهم وأقاموا على عتوهم ونبوهم بعد ان ازيحت العلل فلات حين عذر وليس المساهلة موجب بقاء وقد انتقم الله منهم فانه يمهل ولا يمهل قال سقراط اهل الدنيا كسطور فى صحيفة كلما نشر بعضها طوى بعضها وعن ابن عباس رضى الله عنهما الدنيا جمعة من جمع الآخرة سبعة آلاف سنة فقد مضى ستة آلاف سنة وليأتين عليها مئون من سنين ليس عليها موحدين يعنى عند آخر الزمان فكل من السعيد والشقي لا يبقى على وجه الدهر فيموت ثم يبعث فيجازى: وفى المثنوى

خاك را ونطفه را ومضغه را ... پيش چشم ما همى دارد خدا

كز كجا آوردمت اى بد نيت ... كه از ان آيد همى خفريقيت

نو بدان عاشق بدى در دور آن ... منكر اين فضل بودى آن زمان

اين كرم چون دفع آن انكار تست ... كه ميان خاك ميكردى نخست

حجت انكار شد انشار تو ... از دوا بهتر شد اين بيمار تو


(١) در أوائل دفتر چهارم در بيان آزاد شدن بلقيس از ملك إلخ.

<<  <  ج: ص:  >  >>