نشرك بالواو مع ان الظاهر الفاء وَأَنَّهُ تَعالى جَدُّ رَبِّنا بالفتح وكذا ما بعده من الجمل المصدرة بأن فى أحد عشر موضعا عطف على انه استمع فيكون من جملة الكلام الموحى به على ان الموحى عين عبارة الجن بطريق الحكاية كأنه قيل قل اوحى الى كيت وكيت وهذه العبارات فاندفع ما قيل من انك لو عطفت وانا ظننا وانا سمعنا وانه كان رجال وانا لمسنا وشبه ذلك على أنه استمع لم يجز لانه ليس مما اوحى اليه وانما هو امر أخبروا به عن أنفسهم انتهى ومن قرأ بالكسر عطف على المحكي بعد القول وهو الأظهر لوضوح اندراج الكل تحت القول وقيل فى الفتح والكسر غير ذلك والأقرب ما قلناه والمعنى وان الشأن ارتفع عظمة ربنا كما تقول فى الثناء وتعالى جدك اى ارتفع عظمتك وفى اسناد التعالي الى العظمة مبالغة لا تخفى من قولهم جد فلان فى؟؟؟ غنى اى عظم تمكنه او سلطانه لان الملك والسلطنة غاية العظمة او غناه على انه مستعار من الجد الذي هو البخت والدولة والحظوظ الدنيوية سوآء استعمل بمعنى الملك والسلطان او بمعنى الغنى فان الجد فى اللغة كما يكون بمعنى العظمة وبمعنى أب الأب وأب الام يكون بمعنى الحظ والبخت يقال رجل مجدود اى محظوظ شبه سلطان الله وغناء الذاتيان الازليان ببخت الملوك والأغنياء فأطلق اسم الجد عليه استعارة مَا اتَّخَذَ صاحِبَةً وَلا وَلَداً بيان لحكم تعالى جده كأنه قيل ما الذي تعالى عنه فقيل ما اتخذ أي لم يختر لنفسه لكمال تعاليه زوجة ولا بنتا كما يقول الظالمون وذلك انهم لما سمعوا القرآن ووفقوا للتوحيد والايمان تنبهوا للخطأ فيما اعتقده كفرة الجن من تشبيه الله بحلقه فى اتخاذ الصاحبة والولد فاستعظموه ونزهوه تعالى عنه لعظمتة ولسلطانه او لغناه فان الصاحبة تتخذ للحاجة إليها والولد للتكثير وابقاء النسل بعد فوته وهذه من لوازم الإمكان والحدوث وايضا هو خارج عن دائرة التصور ولادراك فكيف يكيفه أحد فيدخله تحت جنس حتى يتخذ صاحبة من صنف تحته او ولدا من نوع يماثله وقد قالت النصارى ايضا المسيح ابن الله واليهود عزيز ابن الله وبعض مشركى العرب الملائكة بنات الله ويلزم من كون المسيح ابن الله على ما زعموا ان تكون مريم صاحبة له ولذا ذكر الصاحبة يعنى ان الولد يقتضى الام التي هى صاحبة الأب الوالد وأشار بالصاحبة الى النفس وبالولد الى القلب فيكون الروح كالزوج والأب لهما وهو فى الحقيقة مجرد عن كل علاقة وانما تعلق بالبدن لتظهر قدرة الله وايضا ليستكمل ذاته من جهة الصفات وَأَنَّهُ اى الشان كانَ يَقُولُ سَفِيهُنا اى جاهلنا وهو إبليس او مردة الحن فقوله سفيهنا للجنس والظاهر ان يكون إبليس من الجن كما قال تعالى كان من الجن ففسق عن امر ربه والسفه خفة الحلم او نقيضه او الجهال كما فى القاموس وقال الراغب السفه خفة فى البدن واستعمل فى خفة النفس لنقصان العقل وفى الأمور الدنيوية والاخروية والمراد به فى الآية هو السفه فى الدين الذي هو السفه الأخروي كذا فى المفردات عَلَى اللَّهِ متعلق بيقول أورد على لان ما قالوه عليه تعالى لاله شَطَطاً هو مجاوزة الحد فى الظلم وغيره وفى المفردات الافراط فى البعد اى قولا ذا شطط اى بعد عن القصد ومجاوزة الحد أو هو شطط فى نفسه لفرط بعده عن الحق فوصف بالمصدر للمبالغة والمراد به نسبة الصاحبة والولد اليه تعالى وفى الآية اشارة الى