ففى هاتين الحكايتين إشارات الاولى ان للفقراء الصابرين جاها عند الله يوم القيامة فكل من أطعمهم او كساهم او فعل بهم ما يسرهم فهم له شفعاء عند الله مشفعون فيدخلونه الجنة بإذن الله والثانية ان حياة الأنبياء والأولياء حياة دائمة فى الحقيقة ولا يقطعها الموت الصوري فانه انما يطرأ على الأجساد بمفارقة الأرواح مع ان أجسادهم لا تأكلها الأرض فهم بمنزلة الاحياء من حيث الأجساد ايضا والثالثة ان الاحياء أسهل شىء بالنسبة الى الله تعالى فمن تأمل فى تعلق الروح بالبدن اولا لم بتوقف فى تعلقه به ثانيا وثالثا والرابعة اثر الحياة مرئى ومشهود فى الميت بالنسبة الى أرباب البصائر فانهم ربما رأوا فى بعض الأموات اثر الحياة وتكلموا معه فمن حرم من البصيرة وقصر نظره على الحس وقع فى الإنكار وعلى تقدير رؤيته حمله على امر آخر من السحر والتخييل ونحو ذلك كما وقع لبعض الكفار فى زمان عيسى عليه السلام وغيره ونعم ما قيل
در چشم اين سياه دلان صبح كاذبست ... در روشنى اگر يد بيضا شود كسى
نسأل الله سبحانه ان يجعلنا من اهل الحياة الحقانية والنشأة العرفانية أَهُمْ خَيْرٌ رد لقولهم وتهديد لهم اى كفار قريش خير فى القوة والشوكة اللتين يدفع بهما اسباب الهلاك لا فى الدين حتى يرد انه لا خيرية فى واحد من الفريقين أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ المراد بتبع هنا واحد من ملوك اليمن معروف عند قريش وخصه بالذكر لقرب الدار وسيأتى بقية الكلام فيه وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ اى قبل قوم تبع عطف على قوم تبع والمراد بهم عاد وثمود واضرابهم من كل جبار عنيد اولى بأس شديد والاستفهام لتقرير أن أولئك أقوى من هؤلاء أَهْلَكْناهُمْ نيست كرديم ايشانرا استئناف لبيان عاقبة أمرهم اى قوم تيع والذين من قبلهم إِنَّهُمْ كانُوا مُجْرِمِينَ كاملين فى الاجرام والآثام مستحقين للهلاك وهو تعليل لاهلاكهم ليعلم ان أولئك حيث اهلكوا بسبب اجرامهم مع ما كانوا فى غاية القوة والشدة فلأن يهلك هؤلاء وهم شركاء لهم فى الاجرام وأضعف منهم فى الشدة والقوة اولى بعض كبار فرمود كه حق تعالى را نسبت بأولياى خود قهرى ظاهر است ولطفى در ان مخفى لطف مخفى آنست كه ميخواهد كه بآن قهر ظاهر حقيقت انسان را از قيود لوازم بشرى پاك ومطهر كرداند وباز حق تعالى را نسبت باعداى خود لطفى ظاهر است وقهرى در ان مخفى قهر مخفى آنست كه ميخواهد كه بآن لطف ظاهر علاقه باطن ايشانرا بعالم أجسام استحكام دهد تا واسطه كرفتارى بقيود اين عالم از شهود عالم اطلاق ولذات روحانى ومعنوى محروم بمانند و چون قهر ومكر در زير لطف ظاهرى پوشيده است عاقل ببايد كه بر حذر باشد وبمال وجاه مغرور نباشد تا كه از هلاك صورى ومعنوى خلاص يابد (قال الحافظ)
اعلم اولا ان تبعا كسكر واحد التبابعة ملوك اليمن ولا يسمى به الا إذا كانت له حمير وحضرموت وحمير كدرهم موضع غربى صنعا اليمن والحميرية لغة من اللغات الاثنتى عشرة وواحد من الأقلام الاثني عشر وهو فى الأصل ابو قبيلة من اليمن وهو حمير بن سبأ ابن يشجب بن يعرب بن قحطان وحضرموت وهو بضم الميم بلد وقبيلة كما فى القاموس وتبع فى الجاهلية بمنزلة الخليفة