للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفساد والفسق والفرق بين التصدق والهدية ان التصدق للمحتاج بطريق الترحم والهدية للحبيب لاجل المودة ولذا كان عليه السلام يقبل الهدية لا الصدقة فرضا كانت او نفلا وعن ابن عباس رضى الله عنهما من كان له مال يجب فيه الزكاة فلم يزكه او مال يبلغه الى بيت الله فلم يحج يسأل عند الموت الرجعة فقال رجل اتق الله يا ابن عباس انما سألت الكفار الرجعة قال ابن عباس رضى الله عنهما انى اقرأ عليك هذا القرآن فقال يا أيها الذين آمنوا الى قوله فأصدق وأكن من الصالحين فقال الرجل يا ابن عباس وما يوجب الزكاة قال مائتا درهم فصاعدا قال فما يوجب الحج قال الزاد والراحلة فالآية في المؤمنين واهل القبلة لكن لا تخلو عن تعريض بالكفار وان تمنى الرجوع الى الدنيا لا يختص بالكفار بل كل قاصر مفرط يتمنى ذلك قال بعض العلماء في الآية دلالة على وجوب تعجيل الزكاة لان إتيان الموت محتمل في كل ساعة وكذا غيرها من الطاعات إذا جاء وقتها لعل الاولى استحبابه فى اغلب الأوقات ولذا اختار بعض المجتهدين أول الوقت عملا بقوله عليه السلام أول الوقت رضوان الله اى لان فيه المسارعة الى رضى الله والاهتمام بالعمل إذ لا يدرى المرء أن يدرك آخر الوقت وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْساً اى ولن يمهلها مطيعة وعاصية صغيرة او كبيرة إِذا جاءَ أَجَلُها اى آخر عمرها او انتهى ان أريد بالأجل الزمان الممتد من أول العمر الى آخره يعنى چون عمر بآخر رسيد چيزى بران نيفزايند واز ان كم نكنند (قال الشيخ سعدى)

كه يك لحظه صورت نه بندد أمان ... چو پيمانه پر شد بدور زمان

واستنبط بعضهم عمر النبي عليه السلام من هذه الآية فالسورة رأس ثلاث وستين سورة وعقبها بالتغابن ليظهر التغابن في فقده قال بعضهم الموت على قسمين اضطراري وهو المشهور فى العموم والعرف وهو الاجل المسمى الذي قيل فيه إذا جاء اجهلهم لا يستأخرون عنه ساعة ولا يستقدمون والموت الآخر موت اختياري وهو موت في الحياة الدنيا وهو الاجل المقضى في قوله ثم قضى أجلا ولا يصح للانسان هذا الموت في حياته الا إذا وحد الله تعالى توحيد الموتى الذين انكشفت لهم الأغطية وان كان ذلك الكشف في ذلك الوقت لا يعطى سعادة الا لمن كان من العامة عالما بذلك فاذا انكشف الغطاء يرى ما علم عينا فهو سعيد فصاحب هذا التوحيد ميت لا ميت كالمقتول في سبيل الله نقله الله الى البرزخ لا عن موت فالشهيد مقتول لا ميت وكذلك هذا المعتنى به لما قتل نفسه في الجهاد الأكبر الذي هو جهاد النفس رزقه الله تعالى حكم الشهادة فولاه النيابة في البرزخ في حياته الدنيا فموته معنوى وقتله مخالفة نفسه وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ فمجازيكم عليه ان خيرا فخير وان شرا فشر فسارعوا في الخيرات واستعدوا لما هو آت القاشاني قضية الايمان غلبة حب الله على محبة كل شيء فلا تكن محبتهم ومحبة الدنيا من شدة التعلق بهم وبالأموال غالبة في قلوبكم على محبة الله فتحجبون بهم عنه فتصيرون الى النار فتخسرون نور الاستعداد الفطري باضاعته فيما يفنى سريعا وتجردوا عن الأموال بانفاقها وقت الصحة والاحتياج إليها لتكون

<<  <  ج: ص:  >  >>