للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المسلمين ويضيفه الى دار الإسلام وذلك ان الله لا يأتى بل العساكر تغزو ارض الكفرة وتأتى غالبة عليها ناقصة من نواحيها قال الكاشفى يعنى [ميكشاييم آنرا بر مسلمانان كه تا هر روز قلعه ميكيرند ومنزلى بحوزه تصرف در مى آرند] وقد سبق فى آخر سورة الرعد أَفَهُمُ الْغالِبُونَ القاهرون على رسول الله والمؤمنين اى أبعد ظهور ما ذكر ورؤيتهم له يتوهم غلبتهم اى الغالب هو الله وهم المغلوبون وفى الحديث (فضلت على الناس بأربع بالسماحة والشجاعة وكثرة الجماع وشدة البطش) قيل للاسكندر فى عسكر دارا الف الف مقاتل فقال ان القصاب الحاذق لا يهوله كثرة الأغنام: وفى المثنوى

تيشه را ز انبوهى شاخ درخت ... كى هراس آيد ببرد لخت لخت «١»

شعله را ز انبوهى هيزم چهـ غم ... كى رمد قصاب ز انبوه غنم

خر نشايد كشت از بهر صلاح ... چون شود وحشي شود خونش مباح «٢»

لا جرم كفار را شد خون مباح ... همچووحشي پيش نشاب ورماح

جفت وفرزندان شان جمله سبيل ... ز انكه بي عقلند ومردود وذليل

واعلم ان الغلبة والنصرة منصب شريف فهو بجند الله تعالى وهم الأنبياء والأولياء وصالحوا المؤمنين كما قال تعالى إِنَّ جُنْدَنا لَهُمُ الْغالِبُونَ

اى وان رؤى انهم مغلوبون لان الغالبية له ألا ترى ان الله تعالى اظهر المؤمنين على العرب كلهم وافتتحوا بلاد الشرق والغرب ومزقوا ملك الا كاسرة وملكوا خزائنهم واستولوا على الدنيا وما وقع فى بعض الأوقات من صورة الانهزام فهو من باب تشديد المحنة والبلاء الحسن فعلى المؤمن ان يثق بوعد الله تعالى ولا يضعف عن الجهاد فان بالهمة تنقلع الجبال عن اما كنها وعن امير المؤمنين على رضى الله عنه انى ما قلعت خيبر بقوة جسمانية ولا بحركة غذائية لكنى أيدت بقوة ملكوتية ونفس بنور ربها مضيئة عن جابر رضى الله عنه ان عليا رضى الله عنه لما انتهى الى الحصن أخذ أحد أبوابه فالقاه فى الأرض فاجتمع عليه بعد سبعون رجلا فكان جهدهم ان أعادوا الباب قالوا «كل طائر يطير بجناحيه والعاقل بهمته» فللمزيد رجال وللحروب رجال قُلْ إِنَّما أُنْذِرُكُمْ بِالْوَحْيِ اى انما نأتى ان أخوفكم مما تستعجلونه بما اوحى الى من القرآن واخبر بذلك لا الإتيان به فانه مزاحم للحكمة التكوينية والتشريعية إذ الايمان برهانى لا عيانى وَلا يَسْمَعُ الصُّمُّ الدُّعاءَ الى الايمان جمع الأصم والصمم فقدان حاسة السمع إِذا ما يُنْذَرُونَ شبهوا بالصم وهم صحاح الحواس لانهم إذا سمعوا ما ينذرون به من آيات الله لاتعيه آذانهم وكان سماعهم كلا سماع فكانت حالهم لانتفاء جدوى السماع كحال الذين عدموا مصحح السماع وينعق بهم فلا يسمعون وتقييد نفى السماع به مع ان الصم لا يسمعون الكلام انذارا كان او تبشيرا لبيان كمال شدة الصمم كما ان إيثار الدعاء الذي هو عبارة عن الصوت والنداء على الكلام لذلك فان الانذار عادة يكون بأصوات عالية مكررة مقارنة لهيئة دالة عليه فاذا لم يسمعوها يكون صممهم فى غاية وراءها وهذا من تتمة الكلام الملقن ويجوز ان يكون من جهته تعالى كأنه قيل قل لهم ذلك وأنت بمعزل من أسماعهم وفيه اشارة


(١) در اواخر دفتر يكم در بيان اعتماد كردن هاروت وماروت بر عصمت خويش إلخ
(٢) در اواخر دفتر يكم در بيان دعا كردن بلعم باعور كه موسى عليه السلام وقومش را إلخ

<<  <  ج: ص:  >  >>