واعلم ان كل ما يفعله الإنسان من الخير فالله تعالى يجازيه عليه ويجده عند الله حين يلقاء فمنفعة خيره تعود الى نفسه وان كان نفعه الى الغير بحسب الظاهر وفى صحيح مسلم عن ابى هريرة رضى الله عنه (يا ابن آدم مرضت فلم تعدنى قال يا رب كيف أعودك وأنت رب العالمين قال اما علمت ان عبدى فلانا مرض فلم تعده اما علمت لوعدته لوجدتنى عنده. يا ابن آدم استطعمتك فلم تطعمنى قال كيف أطعمك وأنت رب العالمين قال اما علمت انه استطعمك فلان فلم تطعمه اما علمت انك لو أطعمته لوجدت ذلك عندى. يا ابن آدم استسقيتك فلم تسقنى قال يا رب كيف أسقيك وأنت رب العالمين قال استسقاك عبدى فلان فلم تسقه اما انك لو سقيته وجدت ذلك عندى) قال بعضهم كنت فى طريق الحج فاعترض ثعبان اسود امام القافلة فاتحا فاه ومنع القوم من المرور فاخذت قربة ماء وسللت سيفى وتقدمت ووضعت فم القربة فى فيه فشرب ثم غاب فلما حججت ورجعت الى هذا المكان مع القافلة أخذني النوم وذهبت القافلة وبقيت متحيرا فاذا بناقة مع ناقتى وقفت بين يدى فقالت لى قم واركب فركبت وأخذت ناقتى وقت السحر ولحقنا القافلة فاشارت الىّ بالنزول فقلت بالله الذي خلقك من أنت قالت انا الأسود المعترض امام القافلة فانت دفعت ضرورتى وانا دفعت ضرورتك الآن هل جزاء الإحسان الا الإحسان
بإحساني آسوده كردن دلى ... به از الف ركعت بهر منزلى
كر از حق نه توفيق خيرى رسد ... كى از بنده خيرى بغيري رسد
غم وشادمانى نماند وليك ... جزاى عمل ماند ونام نيك
وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ حُسْناً اى بايتاء والديه وايلائهما فعلا ذا حسن اى أمرناه بان يفعل بهما ما يحسن من المعاملات فان وصى ويجرى مجرى امر معنى وتصرفا غير انه يستعمل فيما كان فى المأمور به نفع عائد الى المأمور وغيره يقال وصيت زيدا بعمرو أمرته بتعهده ومراعاته. والتوصية [وصيت كردن] قال الراغب الوصية التقدم الى الغير بما يعمل به مقترنا بوعظ وَإِنْ جاهَداكَ اى وقلنا له ان جاهداك: يعنى [اگر كوشش نمايد والدين وجنك وجدل كنند بتو] وان كان معنى وصينا وقلنا له افعل بهما حسنا فلا يضمر القول هنا لِتُشْرِكَ بِي [تا شرك آورى بمن وانباز كيرى] ما لَيْسَ لَكَ بِهِ اى بإلهيته على حذف المضاف واقامة المضاف اليه مقامه عِلْمٌ عبر عن نفى الالهية بنفي العلم بها للايذان بان ما لا يعلم صحته لا يجوز اتباعه وان لم يعلم بطلانه فكيف بما علم بطلانه فَلا تُطِعْهُما فى ذلك فانه لا طاعة لمخلوق فى معصية الخالق كما ورد فى الحديث ويدخل فيه الأستاذ والأمير إذا امرا بغير معروف وهو ما أنكره الشارع عليه إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ مرجع من آمن منكم ومن أشرك ومن بر بوالديه ومن عق فَأُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ عبر عن إظهاره بالتنبئة لما بينهما من الملابسة فى انّهما سببان للعلم اى اظهر لكم على رؤس الاشهاد وأعلمكم أي شىء كنتم تفعلون فى الدنيا على الاستمرار وارتب عليه جزاءه اللائق به وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَنُدْخِلَنَّهُمْ فِي الصَّالِحِينَ اى فى زمرة الراسخين فى الصلاح