معنوى والثالث بطن الام الصوري والرابع مولود صورى وهو صورة المولود المعنوي لذلك لا يتميز السعيد من الشقي فيه كما لا يتميز في عالم ألست والبطن الصوري صورة علم الله لذلك يتميز السعيد من الشقي فيها فظهر لك معنى حديث النبي عليه السلام (السعيد سعيد في بطن امه والشقي شقى في بطن امه) ومغنى الخبر الآخر (السعيد قد يشقى والشقي قد يسعد) ومعنى الحديث (كل مولود يولد على فطرة الإسلام) كذا حققه الشيخ بالى الصوفيوى قدس سره يقول الفقير جامع هذه المجالس النفيسة قال شيخى العلامة أبقاه الله بالسلامة فى كتابه المسمى باللائحات البرقيات لاح ببالي ان المراد ببطن الام على مشرب اهل التحقيق هو باطن الغيب المطلق الذاتي الاحدى يعنى السعيد سعيد في باطن الغيب المطلق ازلا وفي ظاهر الشهادة المطلقة ابدا ولم تتداخل الشقاوة في واحد منهما أصلا والشقي شقى في باطن الغيب المطلق ازلا وفي ظاهر الشهادة المطلقة ابدا ولم تتداخل السعادة في واحد منهما أصلا الا ان السعيد قد تتداخله الشقاوة والشقي قد تتداخله السعادة في البرزخ الجامع بينهما فيكون السعيد الشقي سعيد أبا لسعادة الذاتية وشقيا بالشقاوة العارضية والشقي السعيد شقيا بالشقاوة الذاتية وسعيدا بالسعادة العارضية والسبق في الغاية للذاتى دون العارضى ويغلب حكم الذاتي على حكم العارضى ويختم به كما بدئ به ويختم آخر نفس الشقي بالشقاوة العارضية بالسعادة الذاتية وتزول شقاوته العارضية ويدخل في زمرة السعداء ابدا ويختم آخر نفس السعيد بالسعادة العارضية بالشقاوة الذاتية وتزول سعادته العارضية ويدخل في زمرة الأشقياء ابدا والى هذا التداخل والعروض البرزخى أشار بقوله السعيد قد يشقى والشقي قد يسعد والتبدل في العارضى لا في الذاتي والاعتبار بالذاتي لا العارضى انتهى فمن انشرح قلبه بنور الله فقد آمن بالله لا بالتقليد والرسم والعادة والاقتداء بالآباء واهل البلد فلا خوف عليهم من حجب الانانية ولا هم يحزنون بالاثنينية لانهم الواصلون الى نون الوحدة والهوية وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَكُمْ تذكير لجناية اخرى لاسلاف بنى إسرائيل اى اذكروا يا بنى إسرائيل وقت أخذنا لعهد آبائكم بالعمل على ما في التوراة وذلك قبل التيه حين خرجوا مع موسى من مصر ونجوا من الغرق وَرَفَعْنا فَوْقَكُمُ الطُّورَ كانه ظلة حتى قبلتم وأعطيتم الميثاق والطور الجبل بالسريانية وذلك ان موسى عليه السلام جاءهم بالالواح فرأوا ما فيها من الآصار والتكاليف الشاقة فكبرت عليهم وأبوا قبولها فامر جبريل فقلع الطور من أصله ورفعه وظلله فوقهم وقال لهم موسى ان قبلتم والا القى عليكم فلما رأوا ان لا مهرب لهم منها قبلوا وسجدوا وجعلوا يلاحظون الجبل وهم سجود لئلا ينزل عليهم فصارت عادة فى اليهود لا يسجدون الأعلى انصاف وجوههم ويقولون بهذا السجود رفع عنا العذاب ثم رفع الجبل ليقبلوا التوراة لم يكن جبرا على الإسلام لان الجبر ما يسلب الاختيار وهو جائز كالمحاربة مع الكفار واما قوله تعالى لا إِكْراهَ فِي الدِّينِ وأمثاله فمنسوخ بالقتال قال ابن عطية والذي لا يصح سواه ان الله جبرهم وقت سجودهم على الايمان لانهم آمنوا كرها وقلوبهم غير مطمئنة بذلك خُذُوا على ارادة القول اى فقلنا لهم خذوا ما آتَيْناكُمْ من الكتاب بِقُوَّةٍ بجد وعزيمة ومواظبة وَاذْكُرُوا ما فِيهِ اى احفظوا ما في الكتاب وادرسوه ولا تنسوه