للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

داشتند كفتند در حرارت جان داد جكر را تبريدى بده كفت هنكام آن نيست كه اين دشمن أصلي را واين نفس ناكس را شربتى سازم نبايد كه چون قوت يابد دمار از من بر آرد

نفس اژدرهاست او كى مرده است ... از غم بى آلتى افسرده است

كر بيابد آلتى فرعون او ... كه بامر او همى رفعت آب جو

آنكه او بنياد فرعونى كند ... راه صد موسى وصد هارون زند

وإذا كانت النفس بهذه الشقاوة والخسارة فلا بد من إصلاحها وتزكيتها لئلا يحق عليها القول وتدخل النار مع الداخلين واصل الخسارة إفساد الاستعداد الفطري كأفساد بعض الأسباب البيضة فانها إذا فسدت لم ينتفع بها نسال الله سبحانه وتعالى ان يجعلنا من الرابحين لا من الخاسرين وان يكون عونا لنا على النفس وإبليس وسائر الشياطين وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا من رؤساء المشركين لأعقابهم واشقيائهم او قال بعضهم لبعض لا تَسْمَعُوا مشنويد وكوش منهيد لِهذَا الْقُرْآنِ لسماعه وَالْغَوْا فِيهِ اللغو من الكلام ما لا يعتد به وهو الذي لاعن روية وفكر فيجرى مجرى اللغاء وهو صوت العصافير ونحوها من الطيور اى ائتوا فيه بالباطل من الكلام الذي لا طائل تحته وعارضوه بالخرافات وهى الهذيان والأحاديث التي لا اصل لها مثل قصة رستم وإسفنديار وبانشاء الارجاز والاشعار وبالتصدية والمكاء اى التصفيق والصفير وارفعوا أصواتكم بها لتشوشوا على القارئ فيختلط عليه ما يقرأه لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ اى تغلبونه على قراءته فيترك القراءة ولا يتمكن السامع ايضا من سماعه أرادوا بذلك التلبيس والتشويش الاذية وايضا خافوا من انه لو سمعه الناس لآمنوا به وكان ذلك غالبا شان ابى جهل وأصحابه وفيه اشارة الى ان من شأن النفوس المتمردة إنشاء اللغو والباطل وحديث النفس على الدوام اشتغالا للقلوب بها عن استماع الإلهامات الربانية لعلها تغلب عليها ولم تعلم ان من استغرق فى سماع اسرار الغيب فليس له عما سوى الله خبر ولا لحديث النفس فيه اثر فَلَنُذِيقَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا اى فو الله لنذيقن هؤلاء القائلين واللاغين او جميع الكفرة وهم داخلون فيهم دخولا أوليا عَذاباً شَدِيداً لا يقادر قدره كما دل التنكير والوصف وهذا تهديد شديد لأن لفظ الذوق انما يذكر فى القدر القليل يؤتى به لأجل التجربة وإذا كان ذلك الذوق وهو قدر قليل عذابا شديدا فقس عليه ما بعده وفيه اشارة الى ان الله تعالى إذا تجلى للقلوب احترقت النفوس بالفناء عن أوصافها وهو عذابها فكانت كأهل الجزية والخراج فى ارض الإسلام فكما كان اهل الايمان فى سلامة من اذاهم فكذا القلوب مع النفوس إذ لا كفر واعتراض مع الايمان والتسليم وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي كانُوا يَعْمَلُونَ اى جزاء سيئات أعمالهم التي هى فى أنفسها أسوأ فاذا كانت أعمالهم أسوأ كان جزاؤها كذلك فالاسوأ قصد به الزيادة المطلقة وانما أضيف الى ما عملوا للبيان والتخصيص وعن ابن عباس رضى الله عنهما عذابا شديدا يوم بدر وأسوأ الذي كانوا يعملون فى الآخره ذلِكَ المذكور من الجزاء وهو مبتدأ خبره قوله جَزاءُ أَعْداءِ اللَّهِ اى جزاء معد لاعدائه النَّارُ عطف بيان للجزاء او ذلك خبر مبتدأ محذوف اى الأمر ذلك على أنه عبارة عن مضمون الجملة لا عن الجزاء وما بعده جملة مستقلة مبنية لما قبلها او النار مبتدأ

<<  <  ج: ص:  >  >>