ويعقوب والأسباط وما اوتى موسى وعيسى وما اوتى النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون) فحين سمعوا ذكر عيسى عليه السلام قالوا لا نعلم اهل دين اقل حظا فى الدنيا والآخرة منكم ولا دينا شرا من دينكم فانزل الله هذه الآية اى قل لهؤلاء اليهود الفجرة هَلْ تَنْقِمُونَ مِنَّا من نقم منه كذا إذا عابه وأنكره وكرهه اى ما تعيبون وما تنكرون مناديننا لعلة من العلل إِلَّا أَنْ آمَنَّا بِاللَّهِ اى الا لان آمنا بالله فهو مفعول له لتنقمون على حذف المفعول به الذي هو الدين وَما أُنْزِلَ إِلَيْنا من القرآن المجيد وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلُ انزاله من التوراة والإنجيل وسائر الكتب الالهية وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فاسِقُونَ عطف على ان آمنا اى ولان أكثركم متمردون خارجون عن الايمان بما ذكر حتى لو كنتم مؤمنين بكتابكم الناطق بصحة كتابنا لآمنتم به واسناد الفسق الى أكثرهم مع ان كلهم فاسقون لانهم الحاملون لا عقابهم على التمرد والفساد وقيل هو عطف على ان آمنا على انه مفعول به لكن لا على ان المستثنى مجموع المعطوفين بل هو ما يلزمهما من المخالفة كأنه قيل ما تكرهون من جهتنا الا الايمان بالله وبجميع كتبه المنزلة والا مخالفتكم حيث دخلنا الايمان وأنتم خارجون منه قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ الخطاب لليهود بِشَرٍّ مِنْ ذلِكَ الاشارة الى المنقوم وهو الايمان والمنقوم منهم المؤمنون اى هل أخبركم بما هو شر فى الحقيقة لا ما تعتقدونه شرا وان كان فى نفسه خيرا محضا. قال ابن الشيخ ومن المعلوم قطعا انه لا شر فى دين الإسلام فالمراد الزيادة المطلقة مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ اى جزاء ثابتا فى حكمه تعالى والمثوبة مختصة بالخبر كالعقوبة مختصة بالشر فوضعت هاهنا موضعها على طريق التهكم ونصبها على التمييز من بشر مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ خبر لمبتدأ محذوف بتقدير مضاف قبله مناسب لما أشير اليه بكلمة ذلك اى هو دين من لعنه الله وهو اليهود وابعدهم الله من رحمته وسخط عليهم بكفرهم وانهماكهم فى المعاصي بعد وضوح الآيات وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنازِيرَ اى مسخ بعضهم قردة فى زمن داود عليه السلام بدعائه عليهم حين اعتدوا فى السبت واستخلوه ومسخ بعضهم خنازير فى زمن عيسى عليه السلام بعد أكلهم من المائدة وحين كفروا بعد مارأوا الآيات البينة. وقيل كلا المسخين فى اصحاب السبت مسخت شبانهم قردة وشيوخهم خنازير ولما نزلت هذه الآية قال المسلمون لليهود يا اخوة القردة والخنازير فنكسوا رؤسهم وافتضحوا وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ عطف على صلة من وضميره المستكن يعود الى من أي أطاع الشيطان فيما سول له أُولئِكَ الموصوفون بتلك القبائح والفضائح شَرٌّ مَكاناً جعل مكانهم شرا ليكون ابلغ فى الدلالة على شرارتهم وَأَضَلُّ عَنْ سَواءِ السَّبِيلِ عطف على شر مقرر له اى اكثر ضلالا عن الطريق المستقيم. وفيه دلالة على كون دينهم شرا محضا بعيدا عن الحق لان ما يسلكونه من الطريق دينهم فاذا كانوا أضل كان دينهم ضلالا مبينا لا غاية وراءه وصيغة التفضيل فى الموضعين للزيادة مطلقا لا بالاضافة الى من يشاركهم فى اصل الشرارة والضلال. واعلم ان كل صنف من الناس يفرح بما لديه ويبغض الآخر بما هو عليه ولكن الحق أحق ان يتبع فالمؤمن يحب المؤمن فان المحبة من