يفرق بين الحق والباطل وروى ان معناه بلغة النصارى ابن الحمد فكأنه محمد واحمد (وروى) انه عليه السلام قال اسمى في التوراة احيد لانى احيد أمتي عن النار واسمى في الزبور الماحي محا الله بي عبدة الأوثان واسمى في الإنجيل احمد وفي القرآن محمد لانى محمود في اهل السماء والأرض فان قلت قال رسول الله عليه السلام لى خمسة اسماء فذكر محمدا واحمد والماحي والحاشر والعاقب وقد بلغت اكثر من ذلك قلت تخصيص الوارد لا ينافى ما سواه فقد خص الخمسة اما لعلم السامع بما سواها فكأنه قال لى خمسة زائدة على ما تعلم او لفضل فيها كأنه قال لى خمسة اسماء فاضلة معظمة او لشهرتها كأنه قال لى خمسة اسماء مشهورة او لغير ذلك مما يحتمله اللفظ من المعاني وقيل لان الموحى اليه في ذلك الوقت كان هذه الأسماء وقيل كانت هذه الأسماء معروفة عند الأمم السالفة ومكتوبة في الكتب المتقدمة وفيه ان أسماءه الموجودة في الكتب المتقدمة تزيد على الخمسة كما في التكملة لابن عسكر فَلَمَّا جاءَهُمْ اى الرسول المبشر به الذي اسمه احمد كما يدل عليه الآيات اللاحقة واما ارجاعه الى عيسى كما فعله بعض المفسرين فبعيد جدا وكون ضمير الجمع راجعا الى بنى إسرائيل لا ينافى ما ذكرنا لان نبينا عليه السلام مبعوث الى الناس كافة بِالْبَيِّناتِ اى بالمعجزات الظاهرة كالقرءآن ونحوه والباء للتعدية ويجوز أن تكون للملابسة قالُوا هذا مشيرين الى ما جاء به او اليه عليه السلام سِحْرٌ مُبِينٌ ظاهر سحريته بلا مرية وتسميته عليه السلام سحرا للمبالغة ويؤيده قراءة من قرأ هذا ساحر وفي الآية اشارة الى عيسى القلب وإسرائيل الروح وبنيه النفس والهوى وسائر القوى الشريرة فانها متولدة من الروح والقالب منسلخة عن حكم أبيها فدعاها عيسى القلب من الظلمات الطبيعية الى الأنوار الروحانية وبشرها بأحمد السر لكونه احمد من عيسى القلب لعلو مرتبته عليه فلما جاءها بصور التجليات الصفاتية والاسمائية قالت هذا امر وهمى متخيل لا وجود له ظاهر البطلان وهكذا براهين اهل الحق مع المنكرين وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وكيست ستمكارتر از ان كس كه دروغ مى سازد بر الله والفرق بين الكذب والافتراء هو ان الافتراء افتعال الكذب من قول نفسه والكذب قد يكون على وجه التقليد للغير فيه وَهُوَ اى والحال ان ذلك المفترى يُدْعى من لسان الرسول إِلَى الْإِسْلامِ الذي به سلامة الدارين اى اى الناس أشد ظلما ممن يدعى الإسلام الذي يوصله الى سعادة الدارين فيضع موضع الاجابة الافتراء على الله بقوله لكلامه الذي هو دعاء عباده الى الحق هذا سحر فاللام في الكذب للعهداى هو أظلم من كل ظالم وان لم يتعرض ظاهر الكلام لنفى المساوى ومن الافتراء على الله الكذب في دعوى النسب والكذب في الرؤيا والكذب في الاخبار عن رسول الله عليه السلام واعلم ان الداعي في الحقيقة هو الله تعالى كما قال تعالى والله يدعو الى دار السلام بأمره الرسول عليه السلام كما قال ادع الى سبيل ربك وفي الحديث عن ربيعة الجرشى (قال أتى نبى الله عليه السلام فقيل له لتنم عينك ولتسمع اذنك وليعقل قلبك) قال فنامت عيناى وسمعت أذناي وعقل قلبى قال فقيل لى سيد بنى دارا فصنع مأدبة وأرسل داعيا