مذ جاء هواكم ذاهبا بالبين ... لم يبق سوى وصالكم فى البين
ما جاء بغير عينكم فى عينى ... والآن محت عينكمولى عينى
وبقوله (جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ) يشير الى ان عدم علم كل نفس بما أخفى لهم وحصول جهلهم به انما كان جزاء بما كانوا يعملون بالاعراض عن الحق لاقبالهم على طلب غير الله وعبادة ما سواه انتهى أَفَمَنْ [آيا آنكس كه] كانَ فى الدنيا مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً خارجا عن الايمان لانه قابل به المؤمن وايضا اخبر انه يخلد فى النار ولا يستحق التخليد فيها الا الكافر لا يَسْتَوُونَ فى الشرف والجزاء فى الآخرة والتصريح به مع إفادة الإنكار نفى المشابهة للتأكيد وبناء التفصيل الآتي عليه والجمع للحمل على معنى من قال الكاشفى [آورده اند كه وليد بن عقبه با شير بيشه مردى در مقام مفاخرت آمده كفت اى على سنان من از سنان تو سخترست وزبان من از زبان تو تيزتر على كفت خاموش باش اى فاسق ترا با من چهـ زهره مساوات و چهـ ياراى مجادلاتست حق سبحانه وتعالى براى تصديق على رضى الله عنه آيت فرستاد] فالمؤمن هو علىّ رضى الله عنه ودخل فيه من مثل حاله والكافر هو الوليد ودخل فيه من هو على صفته ولذلك أورد الجمع فى لا يستوون قال ابن عطاء من كان فى أنوار الطاعة والايمان لا يستوى مع من هو فى ظلمات الفسق والطغيان وفى كشف الاسرار أفمن كان فى حلة الوصال يجرّ أذياله كمن هو فى مذلة الفراق يقاسى وباله أفمن كان فى روح القربة ونسيم الزلفة كمن هو فى هول العقوبة يعانى مشقة الكلفة أفمن أيد بنور البرهان وطلعت عليه شموس العرفان كمن ربط بالخذلان ووسم بالحرمان لا يستويان ولا يلتقيان
ايها المنكح الثريا سهيلا ... عمرك الله كيف يلتقيان
هى شامية إذا ما استقلت ... وسهيل إذا استقل يمانى
أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَلَهُمْ استحقاقا جَنَّاتُ الْمَأْوى قال الراغب المأوى مصدر أوى الى كذا انضم اليه وجنة المأوى كقوله دار الخلود فى كون الدار مضافا الى المصدر وفى الإرشاد أضيفت الجنة الى المأوى لانها المأوى الحقيقي وانما الدنيا منزل مرتحل عنه لا محالة ولذلك سميت قنطرة لانها معبر للآخرة لا مقر: وبالفارسية [ايشانراست بوستانها وبهشتها كه مأواى حقيقى است] وعن ابن عباس رضى الله عنهما جنة المأوى كلها من الذهب وهى احدى الجنان الثمان التي هى دار الجلال ودار القرار ودار السلام وجنة عدن وجنة المأوى وجنة الخلد وجنة الفردوس وجنة النعيم نُزُلًا اى حال كون تلك الجنات ثوابا واجرا: وبالفارسية [در حالتى كه پيشكش باشد يعنى ماحضرى كه براى مهمانان آرند] وهو فى الأصل ما يعد للنازل والضيف من طعام وشراب وصلة ثم صار عاما فى العطاء بِما كانُوا يَعْمَلُونَ بسبب أعمالهم الحسنة التي عملوها فى الدنيا وفى التأويلات النجمية (أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً) بطلب الحق تعالى (كَمَنْ كانَ فاسِقاً) بطلب ما سوى