للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اختياريا له واقعا بمشيئته وان لم تكن مشيئته مستقلة فيه وهو وهو الجبر المتوسط الذي يقول به اهل السنة ويقولون الأمر بين الامرين اى بين القدر والجبر فال فى عين المعاني قوله تعالى فمن شاء إلخ حجة تكليف العبودية وقوله تعالى وما تشاؤن إلخ اظهار قهر الالوهية إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلِيماً حَكِيماً بيان لكون مشيئته تعالى مبنية على أساس العلم والحكمة والمعنى انه تعالى مبالغ فى العلم والحكمة فيفعل ما يستأهله كل أحد فلا يشاء لهم الا ما يستدعيه علمه وتقتضيه حكمته قال القاشاني وما تشاؤن الا بمشيئتى بأن أريد فتريدون فتكون ارادتكم مسبوقة بإرادتي بل عين إرادتي الظاهرة فى مظاهرهم ان الله كان عليما بما أودع فيهم من العلوم حكيما بكيفيته ايداعها وإبرازها فيهم بإظهار كمالهم يُدْخِلُ مَنْ يَشاءُ فِي رَحْمَتِهِ بيان لاحكام مشيئته المرتبة على علمه وحكمته اى يدخل فى رحمته من يشاء ان يدخله فيها وهو الذي يصرف مشيئته نحو اتخاذ السبيل اليه تعالى حيث يوفقه لما يؤدى الى دخول الجنة من الايمان والطاعة وَالظَّالِمِينَ وهم الذين صرفوا مشيئتهم الى خلاف ما ذكر أَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً اى متناهيا فى الإيلام قال الزجاج نصب الظالمين لان ما قبله منصوب اى يدخل من يشاء فى رحمته ويعذب الظالمين ويكون اعدلهم تفسيرا لهذا المضمر وفى الآية اشارة الى إدخال الله بعض عباده فى رحمة معرفته واما بعض عباده وهم الظالمون الواضعون الضلالة فى مقام الهداية والجهالة فى مقام المعرفة فان الله أعد لهم عذاب الحجاب المؤلم للروح والجسم وايضا عذابا بالوقوف على؟؟؟

لوقوفهم مع الغير ثم على النار لوقوفهم مع الآثار وحتم الله السورة بالعذاب المعد يوم البعث والحشر ففيه حسن الخاتمة لموافقته الفاتحة على ما لا يخفى على اهل النفر والفهم تمت سورة الإنسان بعون ذى الإحسان يوم الثلاثاء الرابع من شهر الله المحرم من شهور سنة سبع عشرة ومائة وألف

[تفسير سورة المرسلات]

خمسون آية مكية استثنى منها وإذا قيل لهم اركعوا لآية بسم الله الرحمن الرحيم

وَالْمُرْسَلاتِ عُرْفاً فَالْعاصِفاتِ عَصْفاً وَالنَّاشِراتِ نَشْراً فَالْفارِقاتِ فَرْقاً فَالْمُلْقِياتِ ذِكْراً الواو للقسم والمرسلات بمعنى الطوائف المرسلات جمع مرسلة بمعنى طائفة مرسلة باعتبار ان ملائكة كل يوم او كل عام او كل حادثة طائفة وعرفا بمعنى متتابعة من عرف الفرس وهو الشعرات المتتابعة فوق عنقه فهو من باب التشبيه لبليغ بأن شبهت لملائكة المرسلون فى تتابعهم بشعر عرف الفرس وانتصابه على الحالية اى جاريات بعضها اثر بعض كعرف الفرس او العرف بمعنى المعروف والإحسان نقيض النكر بمعنى المنكر اى الشيء القبيح فانهم ان أرسلوا للرحمة فظاهر وان أرسلوا لعذاب الكفار فذلك معروف للانبياء والمؤمنين يعنى ان عذاب الأعداء احسان للاولياء فانتصابه على العلية وعصفت الريح اشتدت وعصفا مصدر مؤكد وكذا نشرا وفرقا والفاء للدلة على اتصال سرعة جريهن فى نزولهن

<<  <  ج: ص:  >  >>