للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

للرسول والمرسل تغليبا للحاضر على الغائب اى قال بعد ما جرى بينه وبينهم من قصة الحقة وغيرها لا انه خاطبهم به أول ما جاؤه كما يفهم من ظاهر العبارة أَتُمِدُّونَنِ أصله أتمدونني فحذفت الياء اكتفاء بالكسرة الدالة عليها والهمزة الاستفهامية للانكار. والامداد [مدد كردن] ويعدى الى المفعول الثاني بالباء: والمعنى بالفارسية [آيا مدد ميدهيد مرا وزيادتى] بِمالٍ حقير وسمى مالا لكونه مائلا ابدا ونائلا ولذلك يسمى عرضا وعلى هذا دل من قال المال قحبة يكون يوما فى بيت عطار ويوما يكون فى بيت بيطار كما فى المفردات ثم علل هذا الإنكار بقوله فَما موصولة آتانِيَ اللَّهُ مما رأيتم آثاره من النبوة والملك الذي لا غاية وراءه خَيْرٌ مِمَّا آتاكُمْ من المال ومتاع الدنيا فلا حاجة الى هديتكم ولا وقع لها عندى

آنكه پرواز كند جانب علوى چوهماى ... دينى اندر نظر همت او مردارست

وفى المثنوى

من سليمان مى نخواهم ملكتان ... بلكه من برهانم از هر هلكتان «١»

از شما كى كديه زر ميكنيم ... ما شما را كيميا كر ميكنيم

ترك اين كيريد كر ملك سباست ... كه برون از آب وكل بس ملكهاست

تخته بند است آنكه تختش خوانده ... صدر پندارى وبر درمانده

قال جعفر الصادق الدنيا أصغر قدرا عند الله وعند أنبيائه وأوليائه من ان يفرحوا بشىء منها او يحزنوا عليه فلا ينبغى لعالم ولا لعاقل ان يفرح بعرض الدنيا

مال دنيا دام مرغان ضعيف ... ملك عقبى دام مرغان شريف «٢»

بَلْ أَنْتُمْ بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ المضاف اليه المهدى اليه. والمعنى بل أنتم بما يهدى إليكم تفرحون حبا لزيادة المال لما انكم لا تعلمون الا ظاهرا من الحياة الدنيا هذا هو المعنى المناسب لما سرد من القصة وفى الإرشاد إضراب عما ذكر من انكار الامداد بالمال الى التوبيخ بفرحهم بهديتهم التي اهدوها اليه افتخارا وامتنانا واعتدادا بها كما ينبئ عنه ما ذكر من حديث الحقة والجزعة وتغيير زى الغلمان والجواري وغير ذلك انتهى يقول الفقير فيه انهم لما رأوا ما أنعم الله به على سليمان من الملك الكبير استقلوا بما عندهم حتى هموا بطرح اللبنات الا انه منعتهم الامانة من ذلك فكيف امتنوا على سليمان بهديتهم وافتخروا على ان حديث الحقة ونحوه انما كان على وجه الامتحان لا بطريق الهدية كما عرف وفى التأويلات يشير الى ان الهدية موجبة لاستمالة القلوب ولكن اهل الدين لما عارضهم امر دينى فى مقابلة منافع كثيرة دنيوية رجحوا طرف الدين على طرف المنافع الكثيرة الدنيوية واستقلوا كثرتها لانها فانية واستكثروا قليلا من امور الدين لانها باقية كما فعل سليمان لما جاءه الرسول بالهدية استقل كثرتها وقال فما آتاني الله من كمالات الدين والقربات والدرجات الاخروية خير مما آتاكم من الدنيا وزخارفها بل أنتم اى أمثالكم من اهل الدنيا بمثل هديتكم الدنيوية الفانية تفرحون لخسة نفوسكم وجهلكم عن السعادات الاخروية الباقية ارْجِعْ ايها الرسول أفرد الضمير هاهنا بعد جمع الضمائر الخمسة فيما سبق لان الرجوع مختص بالرسول والامداد ونحوه عام


(١) در أوائل دفتر چهارم در بيان دلدارى كردن ونواختن سليمان عليه السلام إلخ
(٢) در أوائل دفتر چهارم در بيان قصه عطارى كه سنك ترازوى او از كل سرشوى بود

<<  <  ج: ص:  >  >>