ومن شرط الذكر ان يأخذه الذاكر بالتلقين من اهل الذكر كما اخذه الصحابة بالتلقين من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولقن الصحابة التابعين والتابعون المشايخ شيخا بعد شيخ الى عصرنا هذا والى ان تقوم القيامة كذا فى ترويح القلوب بلطائف الغيوب للشيخ عبد الرحمن البسطامي قدس سره الخطير الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ الذين جمعوا بين الايمان بالقلب والعمل الصالح بالجوارح وهو مبتدأ خبره طُوبى لَهُمْ [زندگانى خوش است ايشانرا] واللام للبيان كما فى سلام لك وهو مصدر من طاب كزلفى وبشرى أصله طيبى انقلبت الياء واوا لضم ما قبلها كما فى موقن وفى التبيان غبطة وسرور لهم وفرح وقيل نعم حالهم وَحُسْنُ مَآبٍ اى مرجع يعنى ولهم حسن منقلب ومرجع ينقلبون ويرجعون اليه فى الآخرة وهو الجنة وقال بعضهم طوبى علم لشئ بعينه كما قال كعب الأحبار سألت رسول الله عن أشجار الجنة فقال (ان اكبر أشجارها شجرة طوبى وخيمتى تحتها أصلها من در وأغصانها من زبرجد وأوراقها من سندس عليها سبعون الف غصن أقصى أغصانها يلحق بساق العرش وادنى أغصانها فى سماء الدنيا ليس فى الجنة دار ولا بحبوحة ولا قصر ولا قبة ولا غرفة ولا حجرة ولا سرير الا وفيها غصن منها فتظل عليها وفيها من الثمار ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين) قال فى الفتح القريب أصلها فى دار محمد صلى الله عليه وسلم ثم تنقسم فروعها على جميع منازل اهل الجنة كما انتشر منه العلم والايمان على جميع اهل الدنيا وقد غرسها الله بيده وينبع من أصلها عينان الكافور والسلسبيل وفيها من جميع الثمار والازهار والألوان الا السواد وكل ورقة تظل امة وعلى كل ورقة منها ملك يسبح الله بانواع التسبيح عظيمة الجسد لا يدرك آخرها يسير الراكب الجادّ تحت ظلها مائة عام وقيل الف عام ما يقطعها قال بعض الكبار المراد بالعمل الصالح التزكية وطوبى لهم بالوصول الى الفطرة الاصلية وكمال الصفات وحسن مآب بالدخول فى جنة القلب اعنى جنة الصفات قال الحريري طوبى لمن طاب قلبه مع الله لحظة فى عمره ورجع الى ربه بقلبه فى وقت من الأوقات قال الجنيد طاب اوقات العارفين بمعرفتهم والعمل الصالح ما أريد به وجه الله تعالى وهو المثمر والمفيد لا غيره
شاخ بى ميوه گر همه طوبيست ... ببريدش بميوه پيونديد
فالعمل الذي للجنة ليس لوجه الله تعالى فانه تعالى لو لم يخلق جنة ولا نارا لم يكن مستحقا لان يعبد
هر زاهد خشكى چهـ سزاوار بهشت است ... شايسته آتش شمر آنها كه چنانند
وفى التأويلات النجمية الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ يشير الى الذين غرسوا غرس الايمان وهى كلمة لا اله الا الله فى ارض القلب وربوه بماء الشريعة ودهقنة الطريقة وهو الأعمال الصالحة حتى صار شجرة طيبة كما ضرب الله لهذا مثلا فقال ضرب الله مثلا