للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[بر انگيزد ودور كند موسى وقوم او] مِنَ الْأَرْضِ اى ارض مصر او من وجه الأرض بالقتل والاستئصال فَأَغْرَقْناهُ اى فرعون وَمَنْ مَعَهُ من القبط جَمِيعاً ونجينا موسى وقومه من نتائج ظنه الصادق قال فى الإرشاد فعكسنا عليه مكره واستفززناه وقومه بالاغراق وَقُلْنا مِنْ بَعْدِهِ اى من بعد إغراق فرعون لِبَنِي إِسْرائِيلَ أولاد يعقوب اسْكُنُوا الْأَرْضَ التي أراد ان يستفزكم منها وهى ارض مصر ان صح انهم دخلوها بعده او الأرض مطلقا فَإِذا جاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ يعنى قيامة الساعة جِئْنا بِكُمْ [بياريم شما وايشانرا بحشر كاه] لَفِيفاً [جماعتى آميخته با هم پس حكم كنيم ميان شما] تمييز سعداء وأشقياء واللفيف الجماعات من قبائل شتى قد لف بعضها ببعض قال فى القاموس جِئْنا بِكُمْ لَفِيفاً مجتمعين مختلطين من كل قبيلة انتهى وفى التأويلات النجمية اى يلتف الكافرون بالمؤمنين لعلهم ينجون بهم من العذاب فيخاطبون بقوله تعالى وَامْتازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ ولا ينفعهم التلفف بل يقال لهم فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ انتهى يقول الفقير وذلك لان التلفف الصوري والارتباط الظاهري لا ينفع الكفار والمنافقين إذ لم يجمع بينهم وبين المؤمنين الاعتقاد الخالص والعمل الصالح فكانوا كمن انكسرت سفينتهم فتعلق من لا يحسن السباحة بالسباح فتعلقه هذا لا ينفعه إذ البحر عميق والساحل بعيد فكم من سباح لا ينجو فكيف غيره: سعدى

در آبى كه پيدا نباشد كنار ... غرور شناور نيايد بكار

وفى الحديث (من ابطأ به عمله لم يسرع به نسبه) يعنى من آخره فى الآخرة عمله السيئ او تفريطه فى العمل الصالح لم ينفعه شرف النسب من جهة الدنيا ولم ينجبر به نقيصته فان نسبه ينقطع هناك ألا ترى ان الغصن اليابس يقطع من الشجرة ليبوسته ورطوبة الباقي وغضارته إذ لا مناسبة بينه وبين الاغصان الغضة الطرية فهو وان كان غصن تلك الشجرة متعلقا بها منسوبا إليها لكنه ليبوسته حرى بالقطع وانما النسب المفيد هو نسبة التقوى ولذا قال عليه السلام (كل تقى نقى آلى) وكل من لم يكن متصفا بالتقوى والنقاوة فليس من آله كابى لهب ونحوه وليس له طريق ينتهى الى الله تعالى فيا حسرة قوم ظنوا الوصول مع تضييع الأصول وبذل النقد فى الفضول وعرضت على بعض الا كابر عطية من الله تعالى بلا واسطة فقال لا اقبلها الا على يد محمد صلى الله عليه وسلم يعنى على الصراط السوي فجاءته من تم فقد ضوعفت فهذا شاهد بان صحة الاتصال بالله انما هى بصحة الاتصال بواسطة وهو الرسول الله- صلى الله عليه وسلم وان الرسول وشريعته محك فتضرب المواهب والعطايا عليه فان جاءت موافقة لما امره قبلت والا ردت إذ يحتمل ان يكون ذلك من قبل الشيطان والنفس جاء ملبوسا يلباس الحق مزخرفا فلابد من التمييز وهو من أصعب الأمور فعليك ايها الأخ فى الله بالثبات والوقار ولا يستفزك العدو حتى لا تقع فى ورطة البور: قال الحافظ

در راه عشق وسوسه أهرمن بسيست ... هش دار وكوش دل بپيام سروش كن

والله المنجى والموفق وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْناهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ اى وما أنزلنا القرآن الا ملتبسا بالحق

<<  <  ج: ص:  >  >>