للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ووجه بانه لما فر صار كالدابة والدابة إذا جمحت بصاحبها يؤدبها بالضرب انتهى يقول الفقير للجمادات حياة حقانية عند اهل الله تعالى فهم يعاملونها بها معاملة الاحياء: قال فى المثنوى

باد را بى چشم اگر بينش نداد ... فرق چون ميكرد اندر قوم عاد «١»

كر نبودى نيل را آن نور ديد ... از چهـ قبطى را ز سبطى ميكزيد

كر نه كوه وسنك با ديدار شد ... پس چرا داود را آن يار شد

اين زمين را كر نبودى چشم جان ... از چهـ قارونرا فرو خورد آنچنان

وفى القصة اشارة الى ان الأنبياء عليهم السلام لا بد وان يكونوا متبرئين من النقص فى اصل الخلقة وقد يكون تبريهم بطريق خارق للعادة كما وقع لموسى من طريق فرار الحجر كما شاهدوه ونظروا الى سوأته وفى الخصائص الصغرى ان من خصائص نبينا محمد صلى الله عليه وسلم انه لم تر عورته قط ولو رآها أحد طمست عيناه وقال بعضهم فى وجه الأذى ان موسى خرج مع هارون الى بعض الكهوف فرأى سريرا هناك فنام عليه هارون فمات ثم ان موسى لما عاد وليس معه هارون قال بنوا إسرائيل قتل موسى هارون حسدا له على محبة بنى إسرائيل إياه فقال لهم موسى ويحكم كان أخي ووزيري أترونني اقتله فلما أكثروا عليه قام فصلى ركعتين ثم دعا فنزل السرير الذي نام عليه فمات حتى نظروا اليه بين السماء والأرض فصدقوه وان هارون مات فيه فدفنه موسى فقيل فى حقه ما قيل كما ذكر حتى انطلق موسى ببني إسرائيل الى قبره ودعا الله ان يحييه فاحياه الله تعالى وأخبرهم انه مات ولم يقتله موسى عليه السلام وقد سبقت قصة وفاة موسى وهارون فى سورة المائدة فارجع إليها وفى التأويلات النجمية يشير الى هذه الامة بكلام قديم ازلى ان لا يكونوا كامة موسى فى الإيذاء فانه من صفات السبع بل يكونوا أشداء على الكفار رحماء بينهم ولهذا المعنى قال صلى الله عليه وسلم (لا يؤمن أحدكم حتى يأمن جاره بوائقه) وقال (المؤمن من امنه الناس) وقوله (لا تَكُونُوا) نهى عن كونهم بنفي هذه الصفة عنهم اى كونوا ولا تكونوا بهذه الصفة لتكونوا خير امة أخرجت للناس فكانوا ولم يكونوا بهذه الصفة وفيه اشارة الى ان كل موجود عند إيجاده بامركن مأمور بصفة مخصوصة به ومنهى عن صفة غير مخصوصة به فكان كل موجود كما امر بامر التكوين ولم يكن كما نهى بنهي التكوين كما قال تعالى للنبى صلى الله عليه وسلم (فَاسْتَقِمْ كَما أُمِرْتَ) بالاستقامة بامر التكوين عند الإيجاد فكان كما امر وقال تعالى ناهيا له نهى التكوين (فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْجاهِلِينَ) فلم يكن من الجاهلين كما نهى عن الجهل يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ فى رعاية حقوقه وحقوق عباده فمن الاول الامتثال لامره ومن الثاني ترك الأذى لا سيما فى حق رسوله قال الواسطي التقوى على اربعة أوجه. للعامة تقوى الشرك. وللخاصة تقوى المعاصي.

وللخاص من الأولياء تقوى التوصل بالافعال. وللانبياء تقواهم منه اليه وَقُولُوا فى أي شأن من الشؤون قَوْلًا سَدِيداً مستقيما مائلا الى الحق من سد يسد سدادا صار صوابا ومستقيما فان السداد الاستقامة بقال سدد السهم نحو الرمية إذا لم يعدل به عن سمتها وخص القول الصدق بالذكر وهو ما أريد به وجه الله ليس فيه شائبة غير وكذب أصلا لان التقوى


(١) در اواسط دفتر چهارم در بيان هر حسى مدرك را از آدمي نيز مدركاتى ديكر است إلخ

<<  <  ج: ص:  >  >>