پس از تو اين همه افسانها كه مى خوانند ... در ان بكوش كه نيكو بماند افسانه
يقول الفقير فى البيت العربي دلالة على ان الاحدوثة تقال على الخير والشر وهو خلاف ما قال الأخفش من انه لا يقال فى الخير جعلتهم أحاديث واحدوثة وانما يقال جعلت فلانا حديثا انتهى ويمكن ان يقال فى البيت ان الاحدوثة الثانية وقعت بطريق المشاكلة فَبُعْداً لِقَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ [پس دورى باد از رحمت حق مر كروهى را كه نمى كروند بانبياء وتصديق ايشان نمى كنند] وفى اكثر التفاسير بعدوا بعدا اى هلكوا واللام لبيان من قيل له بعدا وخصهم بالنكرة لان القرون المذكورة منكرة بخلاف ما تقدم من قوله فبعدا للقوم الظالمين حيث عرف بالألف واللام لانه فى حق قوم معينين كما سبق وفى الآية دلالة على ان عدم الايمان سبب للهلاك والعذاب فى النيران كما ان التصديق مدار للنجاة والتنعم فى الجنان قال يعقوب عليه السلام للبشير على أي دين تركت يوسف قال على الإسلام قال الآن تمت النعمة على يعقوب وعلى آل يعقوب إذ لا نعمة فوق الإسلام وحيث لا يوجد فجميع النعم عدم وحيث يوجد فجميع النقم عدم وسأل رجل عليا رضى الله عنه هل رأيت ربك فقال أفأعبد ما لا ارى فقال كيف تراه قال لا تدركه العيون بمشاهدة العيان ولكن تدركه القلب بحقائق الايمان وعنه من عرف ربه جل ومن عرف نفسه ذل يعنى عرفان الرب يعطى جلالة فى المعنى وعرفان النفس يعطى ذلة فى الصورة فالكفار وسائر اهل الظلم عدوا أنفسهم اعزة فذلوا صورة ومعنى حيث بعدوا من الله تعالى فى الباطن وهلكوا مع الهالكين فى الظاهر والمؤمنون وسائر العدول عدوا أنفسهم اذلة فعزوا صورة ومعنى حيث تقربوا الى الله تعالى فى الباطن ونجوا من الهلاك فى الظاهر فجميع التنزل انما يأتى من جهة الجهل بالرب والنفس
رونق كار خسان كاسد شود ... همچوميوه تازه ز وفاسد شود
فعلى العاقل الانقياد لاهل الحق فان جمع الفيض انما يحصل من مشرب الانقياد وبالانقياد يحصل العرفان التام وشهود رب العباد
كى رسانند آن امانت را بتو ... تا نباشى پيششان راكع دو تو
اللهم اعصمنا من العناد أثبتنا على الانقياد ثُمَّ أَرْسَلْنا مُوسى وَأَخاهُ هارُونَ بِآياتِنا هى الآيات التسع من اليد والعصا والطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم ونقص الثمرات والطاعون ولا مساغ لعدّ فلق البحر منها إذ المراد الآيات التي كذبوها وَسُلْطانٍ مُبِينٍ حجة واضحة ملزمة للخصم وهى العصا وخصصها لفضلها على سائر الآيات او نفس الآيات عبر عنها بذلك على طريق العطف تنبيها على جمعها لعنوانين جليلين وتنزيلا لتغايرها منزلة التغاير الذاتي إِلى فِرْعَوْنَ وَمَلَائِهِ اى اشراف قومه من القبط خصوا بالذكر لان إرسال بنى إسرائيل منوط بآرائهم لا بآراء أعقابهم فَاسْتَكْبَرُوا عن الايمان والمتابعة وعظم الكبر ان يتهاون العبيد بآيات ربهم وبرسالاته بعد وضوحها وانتفاء الشك عنها ويتعظموا عن امتثالها وتقبلها وَكانُوا قَوْماً عالِينَ متكبرين مجاوزين للحد فى الكبر