الواقع وقلما يوصف بهما الا الإنسان الصالح للخطاب والاشارة ان القوم انما فعلوا ذلك جهلا منهم بحقيقة الأمر ولا داء ادوأ من الجهل والدنيا مسكن النفس ومقرها والتمتع فيها ثلاثة ايام اليوم الاول هو يوم الجهل وفيه تصفر الوجوه واليوم الثاني هو يوم الغفلة وفيه تحمر الوجوه واليوم الثالث هو يوم الرين والختم على القلوب وفيه تسود الوجوه فلا يبقى الا العذاب فعلى العاقل ان يزيل حجاب الجهل بمعرفة الله تعالى والغفلة يا ليقظة قبل حصول الرين فانه عند حصوله لا يوجد له العلاج فانه الداء العضال ونعوذ بالله تعالى وكما تتلون الوجوه بنار الجلال كذلك تتلون بنور الجمال كما قال ذو النون المصري بينما انا فى طريق البصرة إذ سمعت قائلا يقول يا شفيق يا رفيق ارفق بنا فطلبت الصوت فاذا انا بجارية متطلعة من قصر مشرف فقلت أراك مسفرة بغير خمار فقالت ما يصنع بالخمار وجه قد علاه الصفار قلت ومم الصفار قالت من الخمار قلت يا جارية عساك تناولت من الشراب قالت نعم شربت البارحة بكأس الودّ مسرورة فاصبحت غداة صباحى هذا من شوقه مخمورة قلت أراك حكيمة فعظينى قالت عليك بالسكوت ولزوم خدمته فى ظلم البيوت حتى يتوهم الناس انك مبهوت وارض من الله بالقوت واستعد ليوم تموت لكى يبنى لك بيت فى الملكوت أساسه من الزبرجد والياقوت: وفى المثنوى
روح همچون صالح وتن ناقه است ... روح اندر وصل وتن در فاقه است
روح صالح قابل آفات نيست ... زخم بر ناقه بود بر ذات نيست
روح صالح قابل آزار نيست ... نور يزدان سغبه كفار نيست
جسم خاكى را بدو پيوسته جان ... تا بيازارند وبينند امتحان
بى خبر كازار اين آزار اوست ... آب اين خم متصل با آب جوست
ناقه جسم ولى را بنده باش ... تا شوى با روح صالح خواجه تاش
فَلَمَّا جاءَ أَمْرُنا [پس آن هنكام كه آمد فرمان ما بعذاب ايشان] نَجَّيْنا التنجية [نجات دادن] صالِحاً وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ متعلق بنجينا او بآمنوا وهو الأظهر إذ المراد آمنوا كما آمن صالح واتبعوه فى ذلك لا ان زمان ايمانهم مقارن لزمان إيمانه فان ايمان الرسول مقدم على ايمان من اتبعه من المؤمنين بِرَحْمَةٍ اى ملتبسين بمجرد رحمة عظيمة مِنَّا وفضل لا بأعمالهم كما هو مذهب اهل السنة قال فى التأويلات النجمية هى توفيق اعمال النجأة وقال فى الإرشاد هى بالنسبة الى صالح النبوة والى المؤمنين الايمان وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ عطف على نجينا اى ونجيناهم من خزى يومئذ اى من زله ومهانته وفضيحته ولا خزى أعظم من خزى من كان هلاكه بغضب الله وانتقامه قال ابن الشيخ كرر نجينا لبيان ما نجاهم منه وهو هلاكهم يومئذ اى يوم إذ جاء أمرنا فان إذ مضافة الى جملة محذوفة عوض عنها التنوين او هو الذل والهوان الذي نزل بهم فى ذلك اليوم ولزمهم بحيث بقي ما لحقهم من العار بسببه مأثورا عنهم ومنسوبا إليهم الى يوم القيامة فان معنى الخزي العيب الذي تظهر فضيحته ويستحيى من مثله واعلم ان ظرف الزمان إذا أضيف الى مبنى جاز فيه البناء والاعراب فمن قرأ بفتح الميم بناه لاضافته الى مبنى وهو إذ الغير المتمكن ومن قرأ بكسرها أعربه لاضافة الخزي اليه