للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والعلهز وهو الوبر والدم اى يخلط الدم بأوبار الإبل ويشوى على النار كان الرجل يرى بين السماء والأرض الدخان من الجوع وكان يحدث الرجل ويسمع كلامه ولا يراه من الدخان وذلك قوله تعالى يَغْشَى النَّاسَ اى يحيط ذلك الدخان بهم ويشملهم من جميع جوانبهم صفة للدخان هذا عَذابٌ أَلِيمٌ اى قائلين هذا الجوع او الدخان عذاب أليم فمشى اليه عليه السلام ابو سفيان ونفر معه وناشدوه الله والرحم اى قالوا نسألك يا محمد بحق الله وبحرمة الرحم ان تستسقى لنا ووعدوه ان دعا لهم وكشف عنهم ان يؤمنوا وذلك قوله تعالى رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذابَ اى الجوع او عذاب الدخان وما لهما واحد فان الدخان انما ينشأ من الجوع إِنَّا مُؤْمِنُونَ بعد رفعه أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرى رد لكلامهم واستدعائهم الكشف وتكذيب لهم فى الوعد بالايمان المنبئ عن التذكر والاتعاظ بما اعتراهم من الداهية والمراد بالاستفهام الاستبعاد لا حقيقته وهو ظاهر اى كيف يتذكرون او من أين يتذكرون ويقولون بما وعدوه من الايمان عند كشف العذاب عنهم وَقَدْ جاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ اى والحال انهم شاهدوا من دواعى التذكر وموجبات الاتعاظ ما هو أعظم منه فى ايجابهما حيث جاءهم رسول عظيم الشان وبين لهم مناهج الحق بإظهار آيات ظاهرة ومعجزات قاهرة تحرك صم الجبال ثُمَّ كلمة ثم هنا للاستبعاد تَوَلَّوْا أعرضوا عَنْهُ اى عن ذلك الرسول فيما شاهدوا منه من العظائم الموجبة للاقبال اليه ولم يقتنعوا بالتولى وَقالُوا فى حقه مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ اى قالوا تارة يعلمه غلام أعجمي لبعض ثقيف واسمه عداس او ابو فكهة او جبر او يسار واخرى مجنون او يقول بعضهم كذا وآخرون كذا فهل يتوقع من قوم هذه صفاتهم ان يتأثروا منه بالعظة والتذكير وما مثلهم الا كمثل الكلب إذا جاع ضغا وإذا شبع طغا إِنَّا كاشِفُوا الْعَذابِ جواب من جهته تعالى عن قولهم ربنا اكشف إلخ اى انا نكشف العذاب المعهود عنكم بدعاء النبي عليه السلام وإنزال المطر كشفا قَلِيلًا وهو دليل على كمال خبث سريرتهم فانهم إذا عادوا الى الكفر بكشف العذاب كشفا قليلا فهم بالكشف رأسا أعود أو زمانا قليلا وهو ما بقي من أعمارهم إِنَّكُمْ عائِدُونَ تعودون اثر ذلك الى ما كنتم عليه من العتو والإصرار على الكفر وتنسون هذه الحالة وصيغة الفاعل فى الفعلين للدلالة على تحققها لا محالة ولقد وقع كلاهما حيث كشفه الله بدعاء النبي عليه السلام فما لبثوا ان عادوا الى ما كانوا فيه من العتو والعناد لان من مقتضى فساد طينتهم واعوجاج طبيعتهم المبادرة الى خلف الوعد ونقض العهد والعود الى الإشراك إذا زال المانع على ما بينه الله تعالى فيمن ركب الفلك إذ أنجاه الى البر (وفى المثنوى)

آن ندامت از نتيجه رنج بود ... نى ز عقل روشن چون كنج بود

چونكه شد رنج آن ندامت شد عدم ... مى نيرزد خاك آن توبه ندم

ميكند او توبه و پير خرد ... بانك لوردوا لعادوا ميزند

يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرى البطش تناول الشيء بعنف وصولة اى يوم القيامة ننتقم ونعاقب العقوبة العظمى إِنَّا مُنْتَقِمُونَ فيوم ظرف لما دل عليه قوله انا منتقمون لا لمنتقمون لان انا مانعة عن ذلك (وقال الكاشفى) ياد كن روزى را كه بگيرم كافرانرا كرفتن سخت

<<  <  ج: ص:  >  >>