للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ان يقال أول المرات كونهم تحت أيدي القبط عُدْنا الى عقوبتكم ولقد عادوا فاعاد الله عليهم النقمة بان سلط عليهم الاكاسرة ففعلوا بهم ما فعلوا من ضرب الاناوة ونحو ذلك او عادوا بتكذيب محمد صلى الله عليه وسلم وقصد قتله فعاد الله بتسليطه عليهم فقتل قريظة واجلى بنى النضير وقدر الجزية على الباقين فهم يعطونها عن يدوهم صاغرون وهم فى عذاب من المؤمنين الى يوم القيامة وفى التأويلات النجمية وَإِنْ عُدْتُمْ الى الجهل عُدْنا الى العدل بل الى الفضل: وفى المثنوى

چونكه بد كردى بترس ايمن مباش ... زانكه تخمست وبروياند خداش

چند كاهى او بپوشاند كه تا ... آيد آخر زان پشيمان تو را «١»

بارها پوشد پى اظهار فضل ... باز كيرد از پى اظهار عدل

تا كه اين هر دو صفت ظاهر شود ... آن مبشر كردد اين منذر شود

وَجَعَلْنا جَهَنَّمَ لِلْكافِرِينَ حَصِيراً اى محبسا ومقرا يحصرون فيه لا يستطيعون الخروج منها ابد الآباد فهو فعيل بمعنى فاعل اى حاصرة لهم ومحيطة بهم وتذكيره اما لكونه بمعنى النسبة كلابن وتامر او لحمله على فعيل بمعنى مفعول او بالنظر الى لفظ جهنم إذ ليس فيه علامة التأنيث وعن الحسن حصيرا اى بساطا كما يبسط الحصير المرمول والحصير المنسوج وانما سمى الحصير لانه حصرت طاقاته بعضها فوق بعض واعلم ان جهنم عصمنى الله وإياك منها من أعظم المخلوقات وهى سجن الله فى الآخرة يسجن فيه المعطلة اى نفاة الصانع والمشركون والكافرون والمنافقون واهل الكبائر من المؤمنين ثم يخرج بالشفاعة وبالامتنان الإلهي من جاء النص الإلهي فيه وأوجدها الله تعالى بطالع الثور ولذلك خلقها الله تعالى فى صورة الجاموس وجميع ما يخلق فيها من الآلام التي يجدها الداخلون فيها فمن صفة الغضب الإلهي ولا يكون ذلك عند دخول الخلق فيها من الجن والانس متى دخولها واما إذا لم يكن فيها أحد من أهلها فلا ألم فيها فى نفسها ولا فى نفس ملائكتها بل هى ومن فيها من زبانيتها فى رحمة الله لمنغمسون ملتذون يسبحون الله لا يفترون فعلى العاقل ان يتباعد عن الأسباب المقربة الى النار ويستعيذ بالله من حرها وبردها آناء الليل وأطراف النهار ويرجو رحمة الله تعالى وهى فى التسليم والتلقي من النبوة والوقوف عند الكتاب والسنة عصمنا الله وإياكم من المخالفة والعصيان وشرفنا بالموافقة والطاعة كل حين وآن وجعلنا من المخلصين فى بابه المقبلين على جنابه المحترزين عن عذابه وعقابه إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ الذي آتيناك يا محمد يَهْدِي الناس كافة لا فرقة مخصوصة منهم كدأب الكتاب الذي آتيناه موسى لِلَّتِي للطريقة التي هِيَ أَقْوَمُ اى أقوم الطرائق وأسدها وأصوبها اعنى ملة الإسلام والتوحيد والمراد بهدايته لها كونه بحيث يهتدى إليها من يتمسك به لا تحصيل الاهتداء بالفعل فانه مخصوص بالمؤمنين وَيُبَشِّرُ [مژده ميدهيد] الْمُؤْمِنِينَ بما فى تضاعيفه من الاحكام والشرائع الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحاتِ التي شرحت فيه أَنَّ لَهُمْ اى بان لهم بمقابلة تلك الأعمال أَجْراً كَبِيراً بحسب الذات وبحسب التضعيف عشر مرات فصاعدا قال الكاشفى [مزدى بزرگ يعنى بهشت]


(١) در أوائل دفتر چهارم در بيان آنكه حق تعالى بنده را بگناه أول رسوا نكند

<<  <  ج: ص:  >  >>