للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كلهم فان حرموك فاعطهم وان ظلموك فتجاوز عنهم وان قصروا فى حقى فاعف عنهم واستغفر لهم: وبالفارسية [وبر خويش فرورد آر بفروتنى ومهربانى يعنى مهربانى ورز وإكرام كن] والخفض ضد الرفع والدعة والسير اللين: يعنى [نرم رفتن شتر] وهو حث على تليين الجانب والانقياد كما فى المفردات وجناح العسكر جانباه وهو مستعار من خفض الطائر جناحه إذا أراد ان ينحط فشبه التواضع ولين الأطراف والجوانب عند مصاحبة الأقارب والأجانب بخفض الطائر جناحه اى كسره عند ارادة الانحطاط واما الفاسق والمنافق فلا يخفض له الجناح الا فى بعض الأحوال إذ لكل من اللين والغلظة وقت دل عليه القرآن فلا بد من رعاية كل منهما فى وقته ومن للتبيين لان من اتبع أعم ممن اتبع لدين او لغيره او للتبعيض على ان المراد بالمؤمنين المشارفون للايمان والمصدقون باللسان وفى التأويلات النجمية والنكتة فيه انه قال (وَاخْفِضْ جَناحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) لان كل متابع مؤمن ولم يكن كل مؤمن متابعا لئلا يغتر المؤمن بدعوى الايمان وهو بمعزل عن حقيقته التي لا تحصل الا بالمتابعة انتهى فعلى العاقل ان يختار صحبة الأخيار ويتابعهم فى أعمالهم ويسعى فى تحصيل اخلاقهم وأحوالهم وبشرف القرين يدخل عشرة من الحيوانات الجنة منها كلب اصحاب اهل الكهف ولله در من قال

سك اصحاب كهف روزى چند ... پى نيكان كرفت مردم شد

حيث دخل الجنة معهم فى صورة الكبش فَإِنْ عَصَوْكَ قال فى كشف الاسرار [خويشان وقرابت رسول الله عليه السلام چون بعداوت رسول در بستند وزبان طعن دراز كردند آيت فرود آمد كه] (فَإِنْ عَصَوْكَ) اى فان خرجت عشيرتك عن الطاعة وخالفوك ولم يتبعوك فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ اى من عبادتكم لغير الله تعالى ولا تبرأ منهم وقل لهم قولا معروفا بالنصح والعظة لعلهم يرجعون الى طاعتك وقبول الدعوة منك يقول الفقير سمعت من حضرة شيخى وسندى روّح الله روحه يقول قطعت الوصلة بينى وبين خلفائى الا من الوصية فان الله تعالى يقول (وَتَواصَوْا بِالْحَقِّ وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ) فالوصية بالحق والصبر لا بد لى منها فى حق الكل خصوصا فى حقهم وَتَوَكَّلْ فى جميع حالاتك عَلَى الْعَزِيزِ الذي لا يذل من والاه ولا يعز من عاداه فهو يقدر على قهر أعدائه الرَّحِيمِ الذي يرحم من توكل عليه وفوض امره اليه بالظفر والنصرة فهو ينصر أولياءه ولا تتوكل على الغير فان الله تعالى هو الكافي لشر الأعداء لا الغير والتوكل على الله تعالى فى جميع الأمور والاعراض عما سواه ليس الا من خواص الكمل جعلنا الله وإياكم من الملحقين بهم ثم اتبع به قوله الَّذِي يَراكَ

إلخ لانه كالسبب لتلك الرحمة اى توكل على من يراك حِينَ تَقُومُ

اى الى التهجد فى جوف الليل فان المعروف من القيام فى العرف الشرعي احياء الليل بالصلاة فيه وفى الحديث (أفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل) وعن عائشة رضى الله عنها ان النبي عليه السلام كان لا يدع قيام الليل وكان إذا مرض او كسل صلى قاعدا ومنها إذا فاتته الصلاة من الليل من وجع او غيره صلى من النهار ثنتى عشرة ركعة رواه مسلم يقول الفقير هذا اى

<<  <  ج: ص:  >  >>